شبلي_العجارمة
اصطف #الموتی في مقبرة طوبيا أمام حارس المقبرة الوکيل المتقاعد لجوان ,ليفتش علی غسيل أکفانهم ونظافة قبورهم ,سمع لجوان طقطقة خافتة ,صرخ بصوته المغموس بالتبغ المتراکم ,مين الي يطقطق ,قال له الموتی هذه جمجمة الغريب المدفون في القبر الشمالي أوقدنا له عشرة أضلاع وجمجمة طفل صغير ولا زال البرد ينهش جمجمته وفکيه .
أخذ لجوان يذرع بخطواته بين مساطب القبور ويوبخ الموتی ,أنتم مزعجون حتی في موتکم ,مقززون حتی في تأوهات عذابکم ,وبخلاء حتی في بعض الرحمات من الطلح المنضود واللبن المصفی ,أنا هنا يشرب البرد قلبي وروحي وقد ترکت زوجتي وأطفالي من أجل أن أحرس موتکم,أحرس شوك حداٸق شواهد قبورکم ,أفتح بوابة المقبرة للأضياف الموتی الجدد ,أنا هنا أطلب الماء السبيل من أجل عجن الطين لبناء بيوتکم الأبدية ,أنا هنا لحراسة کل هذا الموت کي لا يتمرد علی أسوار المقبرة الشاهقة .
قال أحد الموتی ,سيدي الحارس لکنك لم تمنع الحشاشين والمتسکعين في آخر الليل من الاختباء فوق هاماتنا ,قال ميتُُ آخر ولکنك في عصر الجمعة أقلقت عظامنا عندما أحضرت أطفالك وزوجتك ليمرحوا بين صناديق أرواحنا ,فقد تسللت راٸحة الشواء إلی داخل اللحد ,نادی ميتُُ جديد ,ولکنك لم تقم بواجب الضيافة فقد جلست علی شاهد قبري ووضعت قدمك علی هامتي ,صرخ الموتی جميعهم بصوت جمجمة واحدة ,نريد مقبرةً أخری ,نريد حارساً آخر ,نريد موتاً أفضل من هذا الموت .
صرخ الحارس لجوان بعد أن قهقه بصوته الخشن ,موتی وتتظاهرون ,موتی وتحتجون ,موتی ولا زلتم تثرثرون ,انزلوا إلی قبورکم لن أشمس عظامکم بعد اليوم !