قادة “القسام” يكشفون تفاصيل الصمود في عامين من الحرب

#سواليف

مع دخول العام الثاني للعدوان الإسرائيلي على قطاع #غزة، سجلت المقاومة الفلسطينية أداءً ميدانيًا فاق التوقعات، إذ تمكنت من الحفاظ على جاهزية قتالية ومرونة تكتيكية طوال أيام #الحرب، مكّنتها من توجيه #ضربات_نوعية لقوات #الاحتلال المتوغلة داخل القطاع، مستخدمة مزيجًا من الأساليب الدفاعية والهجومية، ما ساهم في بقاء الوحدات صامدة رغم #الحصار و #الدمار.

في هذا التقرير، أبرز مشاهد وتجارب الميدان، كما نقلها قادة وأفراد من ” #كتائب_القسام “، الجناح العسكري لحركة “حماس”، خلال مقابلات خاصة أجريت في #ساحات_القتال، ويُكشف عنها للمرة الأولى.

الضربة الاستباقية: لحظة الانكسار الأولى
يقول أحد القادة الميدانيين في ركن العمليات في “كتائب القسام”، إن الهجوم المباغت الذي شنته الكتائب على مستوطنات غلاف غزة فجر السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أحدث “صدمة ميدانية” في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تعرضت للصدمة أمام المقاتلين الفلسطينيين.

ويضيف أن نجاح الهجوم منح المقاتلين دفعة معنوية هائلة، وأشعل فيهم روحًا قتالية لا يمكن وصفها، مشيرًا إلى أن سرد الملاحم والبطولات آنذاك شكّل حافزًا للمقاتلين الذين لم يشاركوا في الهجوم الأول وكانوا في مواقع الإسناد، فبادروا بالالتحاق لاحقًا بجبهات القتال.

الركام يتحول إلى #كمائن: تكتيكات بين الأنقاض
ورغم الدمار الواسع الذي لحق بالبنية السكنية بفعل القصف الإسرائيلي، يؤكد القائد الميداني أن “كتائب القسام” نجحت في تحويل هذا الدمار إلى بيئة عملياتية لصالحها، عبر تكتيكات مرنة تمثلت في تحصن المقاتلين بين الركام وانتظار اللحظة المناسبة لتنفيذ هجمات مباغتة، خصوصًا خلال نوبات استراحة الجنود الإسرائيليين، حين يكونون في أضعف حالاتهم بفعل الإرهاق والانهيار النفسي.

ويضيف أن وحدات القسام قامت بتفخيخ المنازل التي يُرجّح أن يتحصن بها الجنود، لا سيما تلك التي تضم قناصة وتقع على أطراف الأحياء وتتميز بارتفاعها، حيث يتم زرع عبوات “الشواظ” شديدة الانفجار مسبقًا، وتفجيرها في اللحظة المناسبة لدفن الجنود بين الركام.

التصنيع تحت النار: إعادة تدوير الذخائر
من جانبه، يكشف قائد في ركن التصنيع العسكري أن ورشًا ومخازن تابعة للجهاز تعرضت للقصف والتدمير، ما دفع الكتائب إلى البحث عن بدائل لتعويض النقص في المعدات والذخيرة.

ويقول إن قوات الهندسة لجأت إلى تفكيك الذخائر التي لم تنفجر خلال القصف، والتعامل معها وفق إجراءات ميدانية ولوجستية دقيقة، دون الإفصاح عن تفاصيل تقنية حفاظًا على السلامة والأمن، مؤكدًا أن هذه الإجراءات ساهمت في تعويض جزئي لنقص الإمدادات.

وتُقدّر جهات أممية معنية بمكافحة الألغام وجود نحو 7500 طن من الذخائر والمتفجرات غير المنفجرة في أنحاء متفرقة من القطاع، تشمل صواريخ جوية، قذائف مدفعية، ذخائر ميدانية، وأدوات تفخيخ متنوعة.

#الاستخبارات_الميدانية: العيون التي لا تنام
وفي ركن الاستخبارات، يقول أحد القادة إن الوحدة الميدانية عملت على جمع معلومات دقيقة حول أنماط عمل وسلوك العدو، بما في ذلك أنواع الطائرات المسيرة، وأنظمة الاستطلاع، ومواقع الرصد المحتملة.

ويضيف أن خبرة أفراد الاستخبارات تطورت سريعًا خلال العمليات، وكان لهم دور محوري في توجيه الانتشار وإدارة المخاطر، دون الكشف عن تفاصيل تقنية قد تعرض العمليات للخطر.

ويصف المصدر أفراد الاستخبارات بأنهم “موجهون ميدانيون”، أقرب ما يكونون إلى سرايا الاستطلاع، يتحسسون السماء ويحرثون الأرض، بحثًا عن أي ثغرة قد يستخدمها الاحتلال لكشف مواقع المقاومين.

اللامركزية والعقد القتالية: تكتيك النجاة
يشير أحد القادة الميدانيين إلى أن “كتائب القسام” اعتمدت مبدأ اللامركزية في قيادة العمليات، وقامت بتقسيم الفرق إلى عقد قتالية أصغر، بهدف تقليل قدرة الاحتلال على تتبع الاتصالات والسيطرة على الميدان.

ويضيف أن هذا التكتيك منح المقاتلين هامشًا عمليًا لاتخاذ قرارات تكتيكية وفق المعطيات الميدانية، بعيدًا عن مركزية القرار، ما ساهم في الحفاظ على مرونة الحركة واستمرارية الاشتباك.

منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب “إسرائيل”، بدعم أمريكي مطلق، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وقد أسفرت هذه الإبادة عن أكثر من 237 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، معظمهم أطفال، فضلًا عن دمار شامل طال معظم مدن ومناطق القطاع، حتى باتت خارطة غزة تُعاد رسمها بالركام.

المصدر
قدس برس
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى