تحذير شديد من مخاطر تناول المضادات الحيوية للأمراض الفيروسية

سواليف

عاد استخدام #المضادات_الحيوية مجددا وبقوة مغ بداية فصل الشتاء وشيوع #أمراض_البرد من انفلونزا وزكام ورشح وغيرها وعاد العديد من المواطنين يتجهون مباشرة إلى الصيدليات لشراء المضادات الحيوية لاستخدامها إما كوقاية أو #علاج رغم الضرر الكبير الذي قد ينتج عن العلاج الخاطئ لان المضادات الحيوية تعالج البكتيريا وليس الفيروسات.

وحذر خبراء من التعامل مع المضادات الحيوية في هذه الفترة من فصل الشتاء والذي تترافق فيه أمراض الشتاء من انفلونزا وزكام وكورونا وعدم أخذ اي مضادات حيوية في هذه الفترة دون أن تكون بوصفة طبية وبعد مراجعة الطبيب والتأكد من أن العارض الصحي الموجود يحتاج إلى مضاد حيوي.

واشاروا لـ « الدستور « الى إن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية عندما لا يكون العلاج المناسب يعزز مقاومتها، ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن ما يقرب من ثلث إلى نصف استخدامات المضادات الحيوية في البشر غير ضروري أو غير مناسب.

وكانت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) حذرت من أن المضادات الحيوية لا تعمل ضد الفيروسات وأن الإفراط في وصفها وتناولها يساعد في تغذية البكتريا نفسها.

وأوضحت الصحة العالمية أن المضادات الحيوية لا تعمل ضد الفيروسات، بل البكتيريا فقط، فالفيروسات لها هياكل مختلفة وتتكاثر بشكل مختلف عن البكتيريا ، مما يعني أن الالتهاب الرئوي الجرثومي لن يتكاثر في الجسم بنفس الطريقة التي سوف تتسبب بها الأنفلونزا، كما أن المضادات الحيوية تستهدف آلية نمو البكتيريا لمنعها من التكاثر، في حين أن الفيروسات لا تملك هذه الآلية الداخلية.

وقال اختصاصي علم المناعة خضر حجازي لـ « الدستور» أن تناول المضادات الحيوية بمجرد الشعور بأعراض تنفسية أو رشح أو زكام أمر ضار جدا لاسيما إذا كان بقرار شخصي ومن الصيدلية دون مراجعة للطبيب المختص، مؤكدا أن المضادات الحيوية بوجود عدوى فيروسية يمكن أن يقتل البكتيريا المفيدة بالجسم، ويعزز مقاومة المضادات الحيوية ويزيد من مخاطر الإصابة بالبكتيريا .

وأشار الى ان هذا التصرف كعلاج لا يفيد ولكنه يضر لانه يعزز المقاومة للمضادات الحيوية في البكتيريا غير الضارة التي يمكن مشاركتها مع البكتيريا الأخرى، أو يخلق فرصة للبكتيريا الضارة المحتملة لتحل محل البكتيريا غير الضارة».

وبين خضر انه إذا أخذت مضادًا حيويًا وأنت مصاب بالفعل بعدوى فيروسية، فإن المضاد الحيوي يهاجم البكتيريا الموجودة في جسمك وهي بكتيريا مفيدة أو على الأقل لا تسبب المرض، وبالتالي هذا العلاج الخاطئ سيعزز خصائص مقاومة المضادات الحيوية في البكتيريا غير الضارة والتي يمكن أن تشارك تلك الخصائص مع البكتيريا الأخرى، أو تخلق فرصة للبكتيريا التي يمكنها إحداث ضرر لتحل محل البكتيريا غير الضارة.

واكدت منظمة الصحة العالمية ومنذ بدء جاىحة كورونا أن المضادات لا تعمل ضد الفيروسات، بل البكتيريا فقط، وكوفيد 19 ومتحوراته فيروسات وليست بكتيريا والطبيب فقط هو من يقرر وعن طريق التشخيص إذا كان المريض بحاجة إلى مضاد ام لا، علما ان الكثير من تدهور الحالات في الأمراض التنفسية تأتي من استخدام مضادات حيوية خاطئة دون تشخيص ودون مراجعة طبيب.

من جهته قال اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد الزعبي اننا نتعامل مع مكون دوائي وجد لمعالجة أنواع معينة من العدوى ويحددها فقط المختصون وبالتالي لا ينبغي استخدام المضادات الحيوية كوسيلة للوقاية أو العلاج.

وبين الزعبي ان إعطاء المضادات يجب أن يكون تحت إشراف طبي وبعد التشخيص ومعرفة الداء اولا ثم الدواء، موضحا انه في المستشفى وتحت إشراف طبي يمكن أن تتلقى المضادات الحيوية لأن العدوى البكتيرية المشتركة ممكنة.

واشار الى أن كافة السلطات الصحية تؤكد ان الفيروسات لايمكن القضاء عليها بالمضادات الحيوية، بل تقضي على الجراثيم فقط، لذلك يجب عدم استخدام المضادات الحيوية في الوقاية من فيروس كورونا المستجد بكافة تحوراته أو علاجه».

والعدوى الفيروسية التي لا تستفيد من العلاج بالمضادات الحيوية هي البرد و الانفلونزا و الالتهاب الرئوي ومعظم أنواع السعال وبعض العدوى في الأذن والجيوب الأنفية وبرد المعدة .

وبين أن استخدام المضادات الحيوية عند الشعور بأعراض البرد لن يحمي الأشخاص الآخرين من المرض ولا يدعو إلى التحسن بل قد يتسبب في آثار جانبية غير ضرورية وضارة ، إضافة إلى مقاومة المضادات الحيوية .

واكد اختصاصي العناية الحثيثة الدكتور مصطفى سلام ان استخدام المضادات الحيوية بما يخص كورونا في بداية الجائحة كان في كل دول العالم تقريبا

وفي مقدمتها عقار أزيثرومايسين مع أدوية أخرى ضمن البروتوكولات العلاجية

وكان الهدف منها وقائيا وليس علاجيا، بغية الحماية من عدوى بكتيرية محتملة، ثانوية أو إضافية، قد تصيب مرضى كوفيد-19».

وبين ان سبب الاستخدام للمضادات قي البداية كان صعوبة التشخيص ،ففي الكثير من الأحيان يُظهر المريض أعراضًا تتشابه مع أعراض أمراض بكتيرية أخرى، ومن ثم لا يمكن الجزم بالإصابة بكوفيد-19، فيُعطى المريض مضادًّا حيويًّا حتى ظهور نتائج الفحوص والتحاليل التي قد تستغرق أيامًا ، مشيرا الى ان الامر ربما أخذ شكلًا فوضويًّا في بداية الجائحة بسبب عدم معرفة المرض والمضاعفات التي تطرأ عليه، وكذلك عدم توافر الفحوصات لمعرفة هل المريض مصاب بالتهاب رئوي بسبب البكتيريا أم بسبب فيروس.

وقال انه في بعض الحالات الحرجة، تُستخدم المضادات الحيوية في وحدة العناية المركزة،؛ لحماية المريض من عدوى إضافية على كوفيد-19، وعلى الأرجح ستكون قاضيةً عليه مع ضعف الجهاز المناعي.

وأشار سلام الى أن هذه الإجراءات التي تتخذ في المستشفيات ينبغي أن تعتمد

على نتائج الفحوصات والتحاليل التي تُجرى للمريض، ووفقًا لتلك النتائج يتحدد نوع المضاد الحيوي المستخدم ومدة استخدامه ومتى ينبغي إيقافه، ونحن نتحدث عن الدول التي تمتلك قدرة على استخراج النتائج بشكل سريع قد لا تتوفر في عدد من الدول الفقيرة او الدول التي تجتاحها الصراعات ، مبينا انه لهذا السبب نجد أن مشكلة مقاومة المضادات الحيوية متفاقمة بالفعل في دول المنطقة مقارنةً بدول أخرى، وبالتالي هناك احتمال لإصابة مريض كوفيد-19 بعدوى بكتيرية مقاوِمة للأدوية والمضادات الميكروبية في حال تم استخدام المضادات بشكل خاطىء، مضيفا ان الاطباء واجهوا في عدد من دول الإقليم أثناء معالجة مرضى كوفيد

مصابين بعدوى بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية».

واشار الى ان المضادات الحيوية تستخدم للعدوى البكتيرية وليس الفيروسية. وعلى سبيل المثال، المضاد الحيوي هو العلاج المناسب لالتهاب الحلق، الذي تسببه البكتيريا العِقدِيَّة المُقيحة. ولكنها ليست العلاج الصحيح لمعظم التهابات الحلق ، مبينا ان المضادات أدوية في غاية الأهمية ولايمكن لأي طبيب أو عالم أو باحث أن ينكر فوائد مادة البنسلين وغيرها من المضادات الحيوية التي لها دور في علاج الإصابات البكتيرية ومنع انتشار الأمراض والحد من المضاعفات الخطيرة لها.

وتؤكد كافة السلطات الصحية ان استخدام المضادات الحيوية التي يُطلق عليها غالبًا إدارة المضادات الحيوية الحفاظ على فعالية المضادات الحيوية الحالية وتمديد العمر الافتراضي لها وحماية الأشخاص من العدوى المقاومة للمضادات الحيوية

و تجنب الآثار الجانبية الناتجة عن استخدام المضادات الحيوية بطريقة غير ملائمة .

واشار الخبراء الى أن السنوات الأخيرة، ساهمت بوتيرة مقاومة للعلاج في زيادة مشكلات الرعاية الصحية ، حيث تحدث 2 مليون عدوى تقريبًا من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في الولايات المتحدة سنويًا، مما يتسبب في 23,000 حالة وفاة.

ومن التبعات المهمة للعدوى المقاومة للعلاج اشتداد المرض وطول فترة التعافي والحجز بالمستشفى أكثر أو لفترات أطول وزيادة الزيارات للأطباء وعلاجات أكثر تكلفة .

ونصح الخبراء أنه يجب استخدم المضادات الحيوية وفق تعليمات الطبيب فقط وعدم تناول المضادات الحيوية المتبقية لمرض سابق أو الموصوفة لشخص آخر مطلقًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى