فُراتٌ بلا دِجْلَة / م. نشأت حمدان

فُراتٌ بلا دِجْلَة
كثير من الكلام يعيشُ بداخلنا ، ولا نبوح إلّا بالقليل
ولا شيء يُلهينا عن التفكير ، الفوضى تلازمنا في كل حين
والأشياء من حولنا – مُرتبة – ونراها عائمة ، ونسمات الهواء اللطيفة لم تعد كما هي …
أزقّة الشوارع وشرفاتها الجميلة تفقد جمالها مع كل يوم ..

نسير للعمل في كلّ صباح وأصوات العصافير تترنمُ خلف أورقة الرحيق
نسير بخطوات سريعة، تمتلئ بخوفٍ وشهيق وزفير ..
نعمل بصمتٍ .. ونتغاضى عن العتاب ونرضى بكل شيئ يحصل ولو كان سيّئاً فالكلام شاحبٌ لا نحاكي إلّا أنفُسنا
ونتظاهر بالإبتسامة لكي نخفي لوعة ما فقدنا من سنين
لم نعد نرى تلك الدروب الجميلة المليئة بحكايات الأمل ..
فالواقع لا يُحتمل، والأحلام لا تكتمل
نعود للبيت بأجسادٍ مُنهكة لا يصاحبها إلّا خيبات الماضي، نُلملم جراحاتنا ونحتويها ب سرٍ دفين وتُلازمُنا فراش النوم ولا تكتفي .. وترسم نفسها بأضغاث المنام، وتُسامرُنا بكل ليلٍ إلى شمس الصّباح ..

الماضي يتربتُّ على أكتافنا يأبى أن يفارقنا، ويلاحقنا في كل حين
نعجز من الهروب .. ونلتقط أنفاسنا بحرقة ..
ونخفي دموعنا بصمتٍ يُربّط شفاهنا، ونكتفي بالكتمان

في كلّ آنٍ تُراودنا مقطورةُ الذّكرى، ويختصر الحنينُ طريقاً إلى الفؤاد

مقالات ذات صلة

فتشتكي قلوبنا نقاءها وبراءة طفولتها فهي تنبضُ في كل يومٍ ذكرى، لا تُجيد التظاهر بعكس ما تشعر به ..

ولا ندري ..
أيزور الحنين قلوبهم !
أم يتسلّط على الاوفياء ويكتفي …

وردٌ بلا رفيف .. وفُراتٌ بلا دِجْلَة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى