في وداع رمضان

في #وداع_رمضان

د. #عبدالله_البركات
يبالغ البعض ومنهم دعاة معروفون في منشوراتهم تحسرا على قرب انتهاء الشهر الفضيل. ويدعو الى الاستمرار في ما بعد رمضان على ما كنا في رمضان. والحق انه لا يمكن ولا يعقل ان نكون في غير رمضان كما كنا في رمضان. والا لما تفاضلت الايام والشهور. ولم يعد للشوق لرمضان معنى. هو شهر استنفار كل حسب طاقته فمن لم يقرأ القران في غيره فقد تعرف على كتاب الله في رمضان وربما سيقرأ في اسبوع ما قرأ في ليلة رمضانية. ومن لا يتصدق في غيره فيكفيه ان يتصدق بربع او عشر ما فعل في رمضان. ولا شك ان الصوم مشقة خاصة عند البعض وهم في جهاد للنفس ينتظرون ان ينتهي منه قبل ان يغلبهم الضعف عن اتمامه. فيفرح بقرب انتهائه لا كراهة له بل حبا في النجاح في هذا الاختبار. وقد ترفق الله تعالى بفرضه علينا لمًا به من مشقة فذكَّرنا ان الصيام فرض على من قبلنا كذلك وانها اياما معدودة وان المريض والمسافر معفى منها حتى يصح او يعود فالله تعالى يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر. وان الهدف اختبار التقوى والتدريب عليها لا تعذيب النفس.
أما الفرح بانتهاء رمضان فمشروع، فهو شكر لله على العون على الصيام والقيام. والا لما كان انتهاء رمضان عيداً بل يوم حزن وحسرة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للصائم فرحتان اولهما عند فطره. سواء فطر اخر اليوم او فطر عيد الفطر آخر الشهر وهذا أظهر من ذاك. أما من لا يصلي الا في رمضان فذاك من ندعوه إلى الاستمرار في الصلاة ونقول له ان الله فرض الصلاة في كل يوم من كل شهر من كل سنة في حياتك. فلا تقلب على عقلبيك واسأل الله ان يعينك على الصلاة في ما بقي من دهرك. نسأل الله ان يعيننا على الصيام والقيام فيما بقي لنا من الشهر الفضيل وان يتقبل اعمالنا ويجعلها خالصة لوجهه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى