في وداع المرشد العاكف / سالم الفلاحات

في وداع المرشد العاكف

يا رحمات الله على الصادقين المخلصين المجاهدين، ولعنة الله على الظالمين..

وهكذا كما دفن الإمام حسن البنا رحمه الله لم يحضر دفنه إلا الزعيم العربي المسيحي مكرم عبيد وزوجة البنا ووالده العجوز.

يغيب الثرى الطاهر الظاهر محمد مهدي عاكف بحضور محاميه وزوجته وحفيده ويمنع الناس من الحضور .

مقالات ذات صلة

ترى أي حالة من مقومات الدولة يتمتع بها هؤلاء ؟

ترى أي مستوى من التوحش وصل الانحطاط بهؤلاء، أتراهم ينتسبون للجنس البشري ؟

ترى أي هزيمة تأسرهم وخوف يحيط بهم، وقد غيبوا في السجون عشرات الآلاف من محبي مهدي عاكف وتلامذته فممن يرتجعون ؟

ترى أي هوان وصلت إليه الإنسانية رغم ادعاءاتها بالدفاع عن حقوق الحيوان وهي لا تنبس ببنت شَفة تجاه هذا الإرهاب الحقيقي والمتطرف الذي تمارسه هذه العصابات القمعية.

لم تشفع لمهدي أمراضه المتعددة أن يخرج من السجن حتى تحت الإقامة الجبرية.

لم تشفع له التسعين من أعوام المعاناة التي أحنت ظهره ولم تطاطئ رأسه ولم تنل من عزيمته.

أية أنظمة هذه متصلة الحلقات في الدكتاتورية والتسلط تمثل العرب أو ترمز إلى عروبة حتى من أي نوع لو كانت جاهلية قبل الإسلام، منذ فاروق الذي سجن محمد مهدي مروراً بعبد الناصر مروراً بالسادات ومبارك وختاماً بهذا العهد العظيم…

ففي عهد عبد الناصر وعاكف يلبس بذلة الإعدام ولم يعدم لا لذنب جناه إنما لفكر الأمة وحضارتها التي عاش لها واعتز بها وناضل من أجلها.

الإهمال الطبي أو تعمد الإهمال لتحقيق الموت البطيء لهؤلاء العمالقة هو الحكم العالمي الصادر بحقهم وبكل من ينادي بنهضة أمته.

يا أيها البلهاء إن فرحتم بموت محمد مهدي عاطف وكل سطر من اسمه الكبير تشير إلى الطهر والثبات والعمل، واعلموا انكم لن تتشبثوا بثوب الحياة بعده إنما ستلبسون ثياب الوحشية والعار وستبقى تلاحقكم لعنة الأجيال ولن يطول زمن حتى تستعيد الشعوب حريتها وتنصف مظلوميها ولو بعد حين، وستكون هذه الدماء شهادات حق، والتضحية التي قدمها الرياديون، ومن يأتي بعدهم ويجني ثمار معاناة السلف وعذاباتهم.

أما في الآخرة يوم العدل فعند الله تلتقي الخصوم ويقتص المظلومون من الظلمة.

وإلى جنات الخلد أيها المحمود المهدي العاكف على عبادة الله

وستكون لي عودة أخرى في هذا الموضوع إن شاء الله..

23/9/2017م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى