لما توارى صحبه في حفرة
غرس اليقين بقلبه المتقطع
لله أذعن و استزاد من الرضا
بقضاء من خلق العباد لمصرع
و تشابكت أحزاننا في غربة
و بكى علينا كل سرب مُفْجَع
و هتفت : لا ما للغياب نهاية
فدنا إليَّ بحكمة و توجع
إن الغياب هو النهاية يا فتى
و القبر يفضي للخلود المشرع
و تسابقوا نحو الممات بخفة
و تجرعوا طعم الفراق المفزِع
و تصدع الأحباب لما غادروا
و فداهم بالنفس كل مصدع
بلوا الثرى بسماحة فرأيتهم
ختموا سبيل وفائهم بالأدمع
و لربما ماتوا سراعاً بعدهم
و تشاغلوا بمُودِّع و مُودَّع