.ولا حدا

[review]
 

 

خاص بخبرني

تاريخ نشر المقال – 28-11-2011

مقالات ذات صلة

 

الخميس الماضي .. ألغى مواعيده ، خلع بدلته الرسمية ، وارتدى دشداشة متواضعة ليمضى معظم نهاره بين أهل الفقيد .. تعهّد بتغسيل "الشهيد" وتكفينه والصلاة عليه وفعل ، ثم اتبعها بالإشراف على دفنه والوقوف مع أهله الى حين انقضاء النهار..

"الفاعل : وزير الشباب محمد نوح" ..

 

صحيح أن الحادثة كان لها خصوصية وطنية ، لكن فعل الوزير هذا ، كان له خصوصية إنسانية أيضاَ.

سأتجاوز الحديث عن أشخاص ، فانا لم اعتد على ذلك، سيما وأن المدّاحين في زماننا "أكثر من عروض الانترنت"..بل سأتحدّث عن سلوك أخلاقي راقٍ يجب أن يتحلّى فيه كل عضو من أعضاء الحكومة ومن محتلّي الكراسي المرتفعة كما تحلى به وزير الشباب ..

كم وزير او نائب او مسؤول على استعداد أن يخلع "برستيجه" الحكومي ويتخلى عن عقدة اللقب وينزل الى الناس من أهله وأخوته وأبنائه ليسمعهم بعيداَ عن بطانة السوء وبطانة "الكلشي تمام" ، متجنباً النفاق أمام شاشات التلفاز أو عيون المواقع الاليكترونية..

كم وزير او نائب أو مسؤول مستعد أن يزور المعدمين في بيوت الصفيح يسمع كيف يعيشون ومن أين يأكلون وكيف ينامون ؟ كم وزير او نائب او مسؤول على استعداد أن يحمل "مكنسته" يوم الجمعة ويساعد المنسيين من عمال الوطن؟..

كم وزير او نائب او مسؤول على استعداد أن ينزل من سيارته ليقوم بواجب عزاء لأناس لا يعرفهم ، أو يشارك في فرح عابر لأناس لا يعرفهم ايضاَ؟..كم وزير او نائب او مسؤول على استعداد ان يوقف سيارته في الطريق ليمدّ سجادة صلاته ويصلي؟.. كم وزير او رئيس وزراء على استعداد ليقول كلمته لولي الأمر " هنا ظلمت هنا أخطأت هنا سهوت هنا قصرت يا "مولاي" ؟؟..

كم وزير أو نائب او مسؤول يحمل الله في قلبه والقسم على ظهره واضعاً الوطن بينهما..

وأخيراً كم رئيس أو وزير أو نائب أو مسوؤل يستطيع ان يفتدي الأردن بروحه وكرسيه..ويقول كل الذي نعجز عن قوله..كاشفاً مواطن الفساد و"ظهر" الفاسدين…

ما في حدا.. خيبتنا كبيرة ، ومسؤولونا اصحاب وظيفة لا اصحاب مواقف ، خيبتنا كبيرة فمنذ وعينا على الدنيا ، ونحن مهملون، موتنا الغامض "سنة حياة" ، ووجعنا تأفف مبالغ فيه ، شكوانا من الظلم دلال، ومن الفقر ابتزاز، ومن التهميش استغلال، منذ وعينا على الدنيا و"السلطة" تضع بينها وبيننا سداً من الهيبة والترهيب والفوقية أقسى وأطول من سدّ يأجوج ومأجوج ..

و اذا ما صدف و زارنا أحد الملهمين من "رجالات السلطة"، في افتتاح او انغلاق، أو في احياء "دحية" وطنية..خاطبنا نحن ابناء الوطن المنقرضين باستخفاف واستهزاء وتزغير وتشبير كما تخاطب "المس" أطفال الروضة.

د.محمد نوح..لقد كفيت ووفيّت في موقف مع اهلك في الرمثا ،لكن نريدها من غيرك.. ان يصحّوا الساهي ، وينبهوا الغافي ، ويداووا المريض..

نريدها من غيرك ان يحمل الوطن على كتفه..مزفوفاً لا مشيعاً ..لا سمح الله آآآخ بس.

ww.sawaleif.com

ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى