في ذكرى مشروع لم يكتمل.. وصفي، ووصفي للوطن

في ذكرى مشروع لم يكتمل …
وصفي، ووصفي للوطن

نور الدويري
بعد الإثراء على الشمس المبتهجة بهيبتها اليوم ، على أراضي الكمالية المكتحلة بناسكيها لزيارة ضريح أبو الوطن.
وفيما ببالغ الزهد للوطن نتحدث، والدفع بالنفس للنفس لتصبر، وتحلم بغد أجمل، يطوف الأردنيون بجباهم العالية، ونبض الكرامة في قلوبهم حول عقيدة الوطن الإجتماعية الأردن العظيم طوال العام، ليحييوا اليوم بالذات ذكرى القلب المنكوب على مشروع لم يكتمل، لكنه غرز في القلوب، وشرش في العقول أسمه (الشهيد وصفي التل).
الرجل الذي ذهب ضحية سخرية السياسية ، ونفاقها، وريائها، ذريعة كذبة صدقها الكثيرون، فبان كذبها يوم عقدوا القضية الفلسطينية، وتركوا الفصائل، والمنظمة تتلوى بلا قدرة تمكنهم من هزيمة الغزو، بذريعة اللاذريعة، وتركوا القدس التي حلف هؤلاء أن تعود وحيدة، موصدة ، محتلة، ليبقى الأردن مهما بلغوا قهرا، ونميمة ، الأرض التي عزمت قرارها حسما، القاضي بدعم الفلسطينيين، والقضية للأبد .
ذهب وصفي اليوم ولم يعد، بعد أن أصر ان يجعل الأردن أردن ، وفلسطين فلسطين، مانعا تحقيق مشروع الوطن البديل، بجهد كبير تضمن معه ومن خلاله الدفاع الكبير من الهاشميين الممتد على طول ساحل بحر كارثة فلسطين العربية، كاظمين الغيظ، محافظين على الموقف الراسخ.
اليوم بعد خمسين عمرا ، وخمسين ذكرى ، وخمسين إحتسابا، وخمسين صبرا وتصميم، لازلنا نورث أبنائنا الحقيقية الكبرى، أن هذه الأرض القائمة من قبل الميلاد بأربعة وستين فصلا وأكثر، قائمة ليوم الدين، وأن الدولة الاردنية الهاشمية الحديثة مستمرة.
وأن وصفي التل باق ما حيينا يصطفي في القلب له مكانة، وفي الضمير الحي قصة، وفي السياسة صفحة تاريخ مجيد.
طوفوا بورودكم أيها الاردنييون، إن لنا اليوم تاريخ لا يجب أن ينسى.
هذه الأرض ستعيش رغم أنف العابثين.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى