في ذكرى الهجرة

بسم الله الرحمن الرحيم
في ذكرى الهجرة
ضيف الله قبيلات

قد أهلت علينا الذكرى ١٤٤٢ للهجرة النبوية الشريفة ولعلنا و المسلمون يعيشون اليوم اصعب ايام تاريخهم ان نستذكر تلك البداية الصعبة و نحن نقترب بأذن الله من موعدنا مع العز و المجد لتغيير خط التاريخ .
فبعد ان تمت بيعة العقبة الثانية و نجح الاسلام في تأسيس وطن له وسط صحراء تموج بالكفر و الجهالة – وهو اعظم و اخطر و اهم كسب حصل عليه الاسلام منذ بداية دعوته – اذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة الى هذا الوطن .
وقد كانت الهجرة تعني اهدار المصالح و التضحية بالاموال و النجاة بالنفس فقط مع الشعور بان المهاجر مستباح منهوب قد يهلك في اول الطريق او نهايتها وانه يسير نحو مستقبل مبهم لا يدري ما يتمخض عنه من قلاقل و اخطار .
و بدأ المسلمون يهاجرون وهم يدركون كل هذه المخاطر ، ولما علمت قريش بان محمداً صلى الله عليه وسلم سيلحق باصحابه في يثرب وقد كثروا هناك و انهم سيشكلون سدا منيعا له ، اعملت قريش أراءها في استخراج الحيل فرأى المدعي العام لمكة آنذك الحبس ، و رأى غيره النفي ، و اخيرا اجتمع رأيهم على القتل .
جاء البريد بالخبر من السماء لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمره ان يفارق المضجع فبات عليٌ مكانه و نهض الصديق لرفقة السفر ، فلما فارقا بيوت مكة اشتد الحذر بالصديق فجعل يتوقع الرصد فيسير امامه و تارة يتوقع الطلب فيتأخر وراءه و تارة عن يمينه و تارة عن شماله حتى انتهيا الى غار ثور فبدأ الصديق بدخوله ليكون وقاية له إن كان ثم مؤذٍ ، و انبت الله شجرة لم تكن قبل فأظلت المطلوب و اضلت الطالب و جاءت عنكبوت فحاذت وجه الغار و حاكت نسجها على منوال الستر فأحكمت الشقة حتى عمي على القائف الطلب و ارسل الله حمامتين فاتخذتا هناك عشاً جعل على ابصار الطالبين غشاوة و كان ذلك ابلغ في الاعجاز من مقاومة القوم بالجنود .
فلما وقفت فرسان القوم على باب الغار قال الصديق و قد اشتد به القلق يا رسول الله لو ان احدهم نظر الى ما تحت قدميه لابصرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا ابا بكر ما ضنك باثنين الله ثالثهما .. لا تحزن ان الله معنا “.
فاقاما في الغار ثلاثاً ثم خرجا من مكة و لسان القدر يقول ” لتدخلنّها دخولا لم يدخله احدا قبلك .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى