في ذكرى استشهاد الشيخ أحمد ياسين

في ذكرى استشهاد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس

م.علي أبو صعيليك

منذ بداية احتلال العصابات اليهودية لأرض فلسطين منذ أكثر من 72 عام والتصفية الجسدية هي الفكر الأساسي الإجرامي الذي نشأ عليه الكيان الصهيوني ولا يتم استثناء الأطفال أو النساء وكبار السن وهو ما حدث منذ أربعينيات القرن الماضي من خلال مذبحة أطفال كفر قاسم ومذبحة دير ياسين غرب القدس وفيها قتلت يد الغدر الصهيوني قرابة 360 فلسطيني أغلبهم من الأطفال وكبار السن والنساء؛ لبث الرعب في باقي القرى الفلسطينية.

واستمراراً لنفس الفكر الإجرامي، وفي مثل هذا اليوم من عام 2004 وبعد أن أدى الشيخ أحمد ياسين صلاة الفجر في مسجد المجمع قرب منزله، وبينما كان عائداً إلى منزله في حي صبرا في قطاع غزة، أطلقت طائرة أباتشي تابعة لجيش الاحتلال الصهيوني ثلاثة صواريخ في عملية إجرامية أشرف عليها بشكل مباشر قائد هيئة أركان الجيش “موشيه يعلون” ووزير الأمن “شاؤول موفاز” وذلك بقرار من رئيس الوزراء أرييل شارون، ارتقت روح الشيخ إلى السماء واستشهد كما تمنى ومعه سبعة من مرافقيه وأصيب البقية.

مقالات ذات صلة

في الشهر السادس من عام 1936ولد الشيخ أحمد ياسين في قرية جورة عسقلان في قضاء المجدل شمال قطاع غزة وبعد ثلاث سنوات من ميلاده توفي والده فعاش الشيخ يتيماً،كما قضى معظم عمره مقعداً فقد تعرض جسده للشلل عندما بلغ السادسة عشر من عمره؛ نتيجة صراع ودي مع أحد زملاءه ولاحقاً فقد عينه اليمنى أثناء التعذيب على يد قوات الاحتلال.

بل وعانى أيضاً من مشاكل صحية عديدة في الأذن والرئتين ولم يكن يحرك من جسده إلا جزء من رأسه ولسانه، ولم يمنع كل ذلك قوات الاحتلال من تنفيذ جريمتهم النكراء، فقد تمت الجريمة بعد تحريضٍ إعلامي مدعوم بمواقف سياسية واضحة لقتل قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس،كما كان هناك عدة محاولات سابقة لاغتيال الشيخ ولم يكتب لها النجاح في حينها.

درس الشيخ أحمد ياسين العلوم الإسلامية في جامعة الأزهر في القاهرة وعمل لاحقاً في تعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية في مدارس” وكالة الغوث “في قطاع غزة، وقد اعتقلته القوات المصرية بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين عام 1965 وتم سجنه انفراديا مدة شهر!

ظهرت قدرات الشيخ أحمد ياسين القيادية والخطابية والتنظيمية خلال مشاركته في مظاهرات غزة التي اندلعت عقب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، كما كان للشيخ دوراً اجتماعياً مهما من خلال رئاسته لجمعية المجمع الإسلامي؛ التي كان لها دوراً كبيراً في تجميع الشباب.

أسس الشيخ أحمد ياسين حركة المقاومة الإسلامية حماس عام 1987وتُعتبر هذه الحركة امتداداً لجماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر عام 1928 .

ترى حماس بأن الصراع مع اليهود هو صراع وجود وليس صراع حدود، بل وأن الاتفاقيات الموقعة بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني هي تفريط بحق العرب والمسلمين في أرض فلسطين التاريخية.

وللشيخ ياسين مقولة تاريخية تُذكر في هذا المقام:” لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نعترف بإسرائيل وهي تغتصب أرضنا وحقوقنا ووطننا وتاريخنا”

وكذلك تعتبر الحركة أن “الجهاد” هو السبيل إلى تحرير فلسطين وهو ما جاء في ميثاق الحركة “يوم يَغتصب الأعداء بعض أرض المسلمين، فالجهاد فرض عين على كل مسلم. وفي مواجهة اغتصاب اليهود لفلسطين لا بد من رفع راية الجهاد”.

ونتيجة لدوره في تأسيس “حماس” تم اعتقاله من قوات الاحتلال الصهيوني، وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد، ثم الإفراج عنه بعد المحاولة الفاشلة للكيان الصهيوني في اغتيال القيادي في حماس خالد مشعل والدور المحوري للأردن في الإفراج عن الشيخ،حيث أفرج الكيان الصهيوني عن الشيخ مقابل إفراج الأردن عن العميلين الصهيونيين الذين حاولا اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي في حماس.

إن إصرار قوات الاحتلال على اغتيال الشيخ من خلال عدة محاولات سبقت اغتياله يجسد الفكر الإجرامي لكيان تتغير فيه الوجوه والأسماء ويبقى الفكر الإجرامي حاكماً، وهذا ما يؤكده العديد من الشواهد من خلال عمليات التصفية الجسدية للعديد من القيادات الفلسطينية من مختلف الحركات والتنظيمات.

مما يذكر في مسيرة الشيخ أحمد ياسين هو لقاءه مع قناة الجزيرة بعد الإفراج عنه، وما قاله عن نهاية وجود الكيان الصهيوني والذي وصفه بأنه قام على الظلم والاغتصاب وكل كيان يقوم على الظلم والاغتصاب مصيره الدمار، والقوة التي يمتلكها حالياً لن تدوم له.

وأضاف الشيخ المرحوم بإذن الله تعالى أن الإنسان يولد طفلاً ثم مراهقاً ثم شاباً ثم كهلاً ثم شيخاً وهكذا الدول تولد وتكبر ثم تتوجه للاندثار، وبناء على ذلك قال الشيخ أن الكيان الصهيوني سيزول إنشاء الله في الربع الأول من القرن القادم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى