شهدت سماء جنوب #فرنسا في 14 أغسطس 2024، #ظاهرة_نادرة ومثيرة تُعرف بـ” #العفاريت_الحمراء” (Red Sprites)، حيث ظهرت ومضات مضيئة في الغلاف الجوي العلوي فوق #عاصفة_رعدية قوية.
ما هي العفاريت الحمراء؟
العفاريت الحمراء هي نوع من الأحداث المضيئة العابرة (Transient Luminous Events – TLEs)، وهي تحدث نتيجة تفريغ كهربائي في الغلاف الجوي العلوي، تحديداً في طبقة الميزوسفير (الطبقة الوسطى) التي تقع على ارتفاع يتراوح بين 50 و90 كم فوق سطح الأرض. هذه الظاهرة تحدث غالباً فوق السحب الرعدية الكبيرة وتستمر لجزء صغير من الثانية، وتُظهر ومضات ذات لون أحمر مائل إلى الوردي، تمتد إلى الأعلى مثل الشعيرات.
تتولد العفاريت الحمراء عادةً نتيجة تفريغ كهربائي في الغلاف الجوي بعد البرق، حيث يتسبب هذا التفريغ في اختلال الشحنة الكهربائية في الغلاف الجوي العلوي، مما يؤدي إلى توليد الحقول الكهربائية القوية التي تُحدث هذه الومضات.
العفاريت الحمراء وعلاقتها بالرعد والبرق
البرق الذي يحدث في العواصف الرعدية يرسل موجات كهرومغناطيسية قوية تصل إلى الغلاف الجوي العلوي، حيث يتفاعل مع الإلكترونات والجسيمات المشحونة هناك. يؤدي هذا التفاعل إلى تفريغ كهربائي سريع يتسبب في ظهور العفاريت الحمراء. وعلى الرغم من أنها تُرى بشكل نادر، إلا أن العفاريت الحمراء أصبحت محط اهتمام العلماء لدراسة الظواهر الكهربائية في الغلاف الجوي.
تفسير علمي لظاهرة العفاريت الحمراء
بحسب دراسة منشورة في مجلة Nature Communications، تعتبر العفاريت الحمراء جزءًا من نظام التفريغ الكهربائي المتكامل بين السحب الرعدية والغلاف الجوي العلوي. وتتطلب العواصف الرعدية ذات الشدة العالية والارتفاعات الكبيرة لتوليد هذه الظاهرة، حيث يمكن أن تساعد الظروف الجوية في تحديد متى وأين قد تظهر.
وتُعَدّ هذه الظاهرة ذات أهمية كبيرة لدراسة التفاعلات بين الغلاف الجوي العلوي والسفلي، خاصةً في سياق فهم التأثيرات المناخية والجوية الكبرى، حيث تمثل العفاريت الحمراء جانباً من جوانب النظام الكهربائي للأرض الذي يتفاعل مع الفضاء الخارجي.