كشف باحثون عن ظاهرة صامتة ومثيرة للقلق، يطلق عليها #مرض #الهزال المزمن (CWD)، تنتشر “خلسة” بين مجموعات #الغزلان عبر #غابات ومراعي #أمريكا الشمالية.
واكتُشف المرض العصبي، الذي يسمى أيضا “مرض زومبي الغزلان”، لدى نحو 800 عينة من الغزلان والأيائل في ولاية وايومنغ وحدها. ويتميز المرض بأعراض لا تعد ولا تحصى، مثل سيلان اللعاب والخمول.
وأوضح الباحثون في جامعة “نوتنغهام ترينت” أن ما يسمى “البريونات” (الجزيئات البروتينية المسببة للعدوى) قد يحل لغز CWD، حيث تأتي عبارة عن بروتينات مشوهة يمكن أن تتسبب في اختلال البروتينات الطبيعية في الدماغ، ما يؤدي إلى تنكس عصبي.
كما تُعرف “البريونات” بمرونتها ويمكن أن تظل على قيد الحياة في البيئة لسنوات، وتقاوم طرق التطهير التقليدية مثل الإشعاع والحرق في درجات حرارة قصوى.
وأظهرت أمراض “البريونات”، مثل مرض كروتزفيلد جاكوب (CJD) لدى البشر و”مرض جنون البقر” في الماشية، أنها قادرة على تخطي حاجز الأنواع والكائنات المختلفة، مع عواقب مدمرة لانتشارها.
وعلى سبيل المثال، أدى تفشي مرض جنون البقر في بريطانيا إلى ذبح الملايين من الماشية، ووفاة 178 شخصا بسبب الطفرة البشرية للمرض منذ عام 1995.
وعلى الرغم من عدم وجود حالات مؤكدة من مرض CWD لدى البشر، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة بسبب عدة عوامل، منها قدرة “البريونات” المسؤولة عن مرض CWD على إصابة الخلايا البشرية والانتشار داخلها في ظروف المختبر، ما يثير القلق من انتقال العدوى المحتمل.
كما يتعرض البشر “عن غير قصد” لحيوانات يحتمل أن تكون مصابة بالمرض.
وتزيد الصعوبات المرتبطة باكتشاف وتشخيص أمراض “البريونات” لدى البشر من تعقيد الوضع. فعلى عكس العوامل المعدية التقليدية، لا تثير “البريونات” استجابة مناعية، ما يصعب اكتشافها بالوسائل التقليدية.
وقد يتعرض البشر للمرض من خلال طرق غير مباشرة، مثل التربة والمياه الملوثة والمصادر البيئية الأخرى.
وبعيدا عن المخاوف الصحية المباشرة، فإن انتشار مرض CWD يشكل أيضا مخاطر بيئية واقتصادية كبيرة. ويهدد انتشار مرض CWD بالقضاء على الغزلان وتعريض الأمن الغذائي في المناطق المتضررة للخطر، حيث تلعب الغزلان دورا حاسما في تشكيل ديناميكيات الغطاء النباتي عبر الرعي.
الجدير بالذكر أنه تم رصد حالات تفشي مرض CWD لدى الغزلان البرية في النرويج عام 2016، ما يمثل أول حالات مرض CWD في أوروبا، ما يؤكد على إمكانية انتشار CWD إلى ما هو أبعد من نطاقه الحالي، ويسلط الضوء على الحاجة إلى التعاون الدولي في مراقبة المرض ومكافحته.