في النزع الاخير / د. عبدالله البركات

في النزع الاخير
هل هناك شعب عدوٌ لنفسه اكثر منا نحن الاردنيون. هل هناك شعب اكثر اهملاً وسلوكاً انتحارياً منا نحن النشامى. هل ينفع ان نغدق المدح على انفسنا ونضع رؤوسنا في الرمال ونقول ارفع رأسك فانت اردني. الا يكفي انحداراً في كل المجالات. ليس اكبر الأدلة على استهتارنا اننا في سبعة اشهر أحرقنا احد عشر الف شجرة بمعدل ٥٢ شجرة يومياً. وليس اكبر الادلة انتشار المزابل في كل حي وشارع وساحة وغابة. وليس اكبر الادلة تزايد عمليات الانتحار والجرائم التي ترتكب بدم بارد. وليس اكبر الادلة القتلى والجرحى اليوميون بسبب طيش السائقين. وليس اكبر الادلة الهوشات اليومية في كل ارجاء الوطن. وليس اكبر الادلة تزايد التطاول على المارة من بنات الهوى والزعران والبلطجية. وليس اكبر الادلة استقدام الاف العاهرات للعمل في ملاهي عمان التي يملك نصفها متنفذون في السلطتين التشريعية والتنفيذية على ذمة الدكتور صبري ربيحات. وليس اكبر الادلة تدني مستوى التعليم المدرسي والجامعي. وليس اكبر الادلة ان تكون الرشوة والاحتيال والانتحال ممارسات يومية في مختلف الدوائر بحيث ان مكافحة الفساد رغم سقوفها المتدنية لا تملك الوقت الكافي للنظر في كل القضايا. وليس اكبر الادلة تزايد حالات الطلاق ولا تزايد اعداد اللقطاء. ولكن اكبر الادلة اننا لم ننتبه الى اننا نغرق وأننا في النزع الاخير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى