في #المغرب بطلان وفي #جرش مهرجان
بسام الياسين
” مهداة الى #فرسان #الانفاق، ولروح معلم العالم،على حروب المباغتة وحفر الانفاق، المجاهد عبد الكريم الخطابي وتوأم نضاله الطود الهاشمي المغربي “
المجاهد الطود الهاشمي المغربي،رجل يبعث الفخر بامة كاملة،وبطل ضاقت به صفحات المجد كلها.معاركه البطولية،هزت كبرياء فرنسا،وطأطأت لها دوائر الاستخبارات في اسبانيا.مجاهد عاش في الظل،وغادر الحياة بصمت، باع بهارج الحياة واشترى الاخرة.هكذا هم العظماء، لا ينشدون الأضواء كمرضى الاستعراض النرجسيين،ويمضون اعمارهم في تدبيج مذكراتهم لا تحتفل بها نسوانهم.
الابطال يصنعون للاجيال من عظامهم قنطرة للعبور، إلى حياة كريمة، خالية من ظلم مستعمراجنبي و استبداد حاكم وطني.نهايته على الطريقة العربية، كانت خبراً صغيراً،في زاوية مهجورة، بينما أخبار البذاءة تُشكل عناوين الصحافة الصفراء على شاكلة :ـ كم نقصت ارداف كيم كارديشان من السنتيمترات ؟. وكم زاد عدد ازواج اصالة ؟. وهل انجبلا جولي شاذة ام سوية ؟!. فيما امة السيف والحرف ـ اهل اكناف الاقصى ـ يشترون من اليهود غازفلسطين المسروق بالامتار المكعبة وماء طبريا بالقطارة.
بطلنا “الطود الهاشمي المغربي” رفيق سلاح ،وصندوق أسرار الأسطورة الجهادية، محمد عبد الكريم الخطابي.شارك في حرب فلسطين عام 1948 ثم انتقل إلى الجزائر للإشراف على تدريب الثوار. بعدها التحق بكتائب الخطابي، حين نادى على الجهاد في المغرب العربي.المخجل أن الإعلام العربي تجاهل رحيله، لكن التاريخ أنصفه و أعطاه منزلته،وانزله ما يستحقه كبطل جهادي، فيما رفع الناس اكف الضراعة لله تعالى، ان يحشره مع الانبياء والصديقين.
اما المجاهد الكبير عبدالكريم الخطابي فمعروف اوروبياً مجهول عند عربان التطبيع لانهم مشغولون بالدفاع عن المحرقة واللطم عند حائط المبكى والاستثمار باسرائيل لتعويض ـ اليهود المساكين ـ عن خسائرهم في المدينة المنورة وخبير ايام الرسول .
الخطابي هو:ـ القائد العام للثورة الريفية في المغرب،وبطل معركة ” أنوال” التاريخية، التي حشد لها ملك اسبانيا، الفونسو الثالث جيشاً جراراً، مجهزاً بالطائرات والدبابات والمدفعية،بينما أميرنا،حشد (3) الآف مقاتل من الفلاحين والبسطاء و المشائين في الظلمات الى صلاة الفجر بأسلحة بدائية.فكان النصر حليفهم حيث لم يسلم من جيش الاسباني، سوى 600 فروا بجلودهم ،وانتهى الباقون بين قتيل جريح و أسير.
لانعاش الذاكرة العربية المعطوبة.العقيد الطود الهاشمي المغربي ،المُتشبت بحلم تحرير فلسطين،ظل ينطق بها حتى نطق بالشهادة، واسلم الروح لباريها قبل سنوات قليلة.فمن هو هذا الطود الشامخ؟.هو الصديق اللصيق والرفيق الوفي للاسطورة القتالية، المجاهد الامير عبد الكريم الخطابي.ككل العظماء كانت نهايته مأساوية، انتهت بالاقامة الجبرية حتى وفاته بمصر، نتيجة لخيانة الطامحين بالمكاسب والمناصب من ابناء جلدته.
العظيم يبقى عظيماً.فهذا ارنستو تشي جيفارا الثائر الاممي،ملهم الثوار على امتداد تاريخنا المعاصر، قال خاشعاً بين يدي المجاهد الوقور :ـ سيدي، لقد اتيت الى القاهرة خصيصاً،لاتعلم منك معنى البطولة. الصحفي الامريكي “فانسن ستون” زاره عام 1926،وشهد له بقوله :ـ { الخطابي ظاهرة بشرية فريدة }، في حين يأتي اعتراف الزعيم الفيتنامي العظيم هوشي منه :ـ انه اقتبس حرب العصابات القائمة على المباغتة،وحفر الانفاق للوصول الى معسكرات العدو من الامير الخطابي.
ها هم ابطالنا الغيارى ،يرحلون بصمت في المنافي والسجون دون مهرجانات.فامة تُنكر ابطالها،وتحتفل بمهرجيها ومهرجاناتها،سيجرفها التاريخ للعدم.فهذه مسارح الرومان في جرش،اعمدتها،شوارعها،شواهد عيان على بؤس نهايتها.