في العمق

في العمق
د. هاشم غرايبه

في الملمات والأوقات الصعبة، تظهر خبايا النفوس والنوايا الحقيقية، سواء على صعيد الأشخاص أو الجماعات او الأنظمة السياسية.
الدول الرأسمالية يقوم نظامها على الطمع والجشع، من خلال سيطرة قيم الكسب وتضخيم الثروات بلا حدود، لذلك ظلت تتغنى بحقوق الإنسان، وتدّعى سعيها لنشر قيم العدالة والمساواة، للتغطية على التدخل بشؤون الدول الأضعف بدوافع الإستحواذ على خيراتها، وترسيخ ضعفها لتبقى ملتحقة اقتصاديا بها، وتشكل سوقا مستهلكة لبضائعها.
لكن هؤلاء الطامعين غالبا ما تتصادم مصالحهم، فيلجأون الى التصارع فيما بينهم، ودائما ما تكون ميادين هذا الصراع في الساحات الخارجية وخارج بلا دهم، أي في مناطق نفوذهم في اراضي الأمم الأضعف، فرأينا ميادين الصراع الأكثر دموية بين الدول الأوروبية المتقاتلة في الحرب العالمية الثانية، كانت في شمال أفريقيا وغرب آسيا وجنوبها، والتي لا ناقة لها ولا جمل في خلافاتهم.
الأدوات العسكرية لم تعد تنفع في حسم تلك الصراعات، فغالبا ما تؤدي الى خسارة الطرفين المتقاتلين، فقد رأينا الدولتين المنهزمتين في الحرب العظمى الثانية (ألمانيا واليابان)، تتجاوز ما فرضه عليها الإستسلام العسكري من خسارة استقلالها، فاستعادت قواها في ميدان بديل هو الإقتصاد والتقدم التقني.
يتكرر الأمر في كل صراع فتدفع الأمم المستضعفة الثمن الأكبر في صراعات الأباطرة في كل عصر، ومنها الصراع القائم الآن بين أمريكا والصين، للإستحواذ على الحصة العظمى من الإقتصاد العالمي.
بالطبع يبقى التقاتل بأدوات خفية غير معلنة، لا يمكن أن يعترف المتصارعون بها كونها لا أخلاقية، ومنها تصنيع الأسلحة البيولوجية لاستخدامها ضد بعضها في حالة احتدام المعركة فيما بينها.
انتشار فيروس (كوفيد -19)، الذي يشغل العالم الآن، وتمكن من اختراق الحدود السياسية، ليلحق الشلل التام بمصالح كل الدول، الطامعة منها والمستضعفة، نال اهتمام الجميع، ودفع كثيرين للبحث في خفايا هذه المسألة، ومنهم فريق شبابي من ستة باحثين فرنسيين، نشروا شريطا مصورا، قدموا فيه نتاج بحثهم، الذي توصلوا اليه مستفيدين من الفضاء المعرفي الواسع الذي وفرته شبكة (جوجل) في الوصول الكثير من المعلومات التي لا تنفع القيود الأمنية في حجبها.
وجد هؤلاء أن هنالك معهدا بحثيا مشتركا بين معهد (باستور) الفرنسي والصين على الفيروسات، تأسس في عام 2002 في مدينة (ووهان الصينية)، حيث أن فرنسا عادة لا تجري التجارب الخطرة على أرضها، لأن المختبر من النوع الذي يطلق عليه علميا (p4)، ويعني هذا الرمز أعلى درجات الخطورة.
وجدوا ذلك في وثيقة رسمية فرنسية تعود الى عام 2017، تتعلق بتعيين الباحث “ايف ليفي” مديرا لذلك المعهد، واكتشفوا وجود براءة اختراع مسجلة رسميا تحمل الرقم: (BREVET EP 1 694 829 B1)، تتضمن نجاح اختراع فيروس جديد، بعد تجارب على الخفافيش، من الجمع بين المركبات الجينية لفيروسين معروفين سابقا، ، وهما: (SARS COV)، والآخر: (CORONA)، وهو أشد فتكا منهما، وأطلق عليه مسمى: (COVED-19).
في براءة الإختراع المكتوبة بثلاث لغات : الإنجليزية والفرنسية والألمانية، ويمكن الإطلاع عليها لمن يرغب في موقع التسجيل الدولي، والتي عدلت عدة مرات من عام 2002 وحتى عام 2019 ، مدون فيها أسماء المخترعين وأن هذا الفيروس تحت السيطرة، ويعني ذلك أن هنالك علاج له.
أما عن انتشاره المفاجئ، فأغلب الظن أن تسرب هذا الفيروس نجم عن خطأ بشري مفهوم حدوثه في دول ذات نظام شولي مثل الصين، أدى الى فرار بعض هذه الخفافيش من المختبر.
السؤال الهام الذي يجري إغفاله عمدا هو: لماذا جميع الإصابات في العالم هي بين البالغين.. ولاتوجد إصابات بين الأطفال؟.
إذا لا شك أن الوقاية جاءت من إحدى المطاعيم التي تعطى للأطفال.
لعل ذلك يفسر انحسار الوباء في الصين بسرعة، فهم يعلمون العلاج مثلما تعلمه القوة الخفية في الغرب، والتي سمحت بالخسارات الهائلة في أسواق المال، لتشتري الأسهم بسعر بخس، أملا بتعويضها أضعافا مضاعفة بعد شهر.
لماذا لا يتم إعلان هذاالعلاج وإنقاذ العالم من هذا الهلع؟.
لن يعلن قبل أن يسود العالم رعب يدعو كل الدول الى التهافت على شراء المصل الواقي، وعندما يتفق كبار الحيتان على الحصص الخيالية من الأرباح.
وهكذا يقع الإنسان بسبب إصراره على تنكب منهج العدل والصلاح الذي شرعه الله، يقع بين أنياب الطامعين الجشعين، فما شرع الله الدين إلا ليحمي الضعيف من جور القوي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى