في الارشاد الى سبيل الرشاد 1 / عبد اللطيف مهيوب العسلي

في الارشاد الى سبيل الرشاد1
التصرف العقلاني الراشد
يحمل الرشد معاني عظيمة إذ هو ابرز سمات العقل البشري ، وللرشد مراتب ومستويات تصل الى ست مراتب أدناها هو قدر ة الأنسان على التصرف الحسن بما ينسجم مع مصلحته اوﻻ قبل كل شيء وهو وهو ضد السفه كما قال تعالى (( وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم أموالهم ..))
ومن ابرز فقدان الرشد هو ان يتصرف الشخص ضد أهدافه وضد مصلحته وهو السفه بعينه .
وأعلى مرتبة للرشد هو امتلاك الفرد العلم النافع المفيد للمجتمع ويختص به اهل الفلاح والصلاح ومن شاكلهم ، ويد خل في ذلك التخصصات الدقيقة في المجالات العلمية النافعة للانسان في وقتنا الحاضر وسأحاول ان أفراد لكل مرتبة بموضوع مستقل واخصص هذا المقال بالمرتبة الأولى وهي :
التصرف العقلاني الراشد (ضد السفه )
بعد ان نتناول تعريف الرشد على وجه العموم :

يعرف الرشد أنه هو قمة وعي الإنسان واكتماله ونضجه، وصمّام الأمان من أوضاع التحلّل والفساد التي قد تؤول إليها حياة الأفراد والجماعات. إنه أعظم خصال الإنسان الصالح، والجماعة الصالحة، والأمة الصالحة، ولذلكم كثيرًا ما نسمع اليوم عن الحاجة إلى الحَكومة الراشدة، والحُكْم الرشيد، وترشيد الاستهلاك، وترشيد النفقات، والتدبير الأرشد للموارد… وما إلى ذلك.

والرشد أمر عام يتناول جوانب الحياة كلها، ويشمل السلوك الإنساني ظاهره وباطنه، ويتعلق بالجانب النظري منه والعملي،
أما الرشد في الاصطلاح العام،:
فهو ضرب من كمال العقل أو نوع من الكمال الروحي والمعنوي، بمعنى أن يكون للإنسان قدرة على تدبير أموره على سبيل الاستقلال والسداد والحكمة، والمحافظة على طاقاته المادية والمعنوية، والانتفاع بها.
ومما يجدر الاشارة اليه أن مفهوم الرشد لدى الفلاسفة والحكماء يشتمل على مفهومي الرشد والتقوى في القرآن الكريم ، وعلى هذا الأساس فهو قاعدة مشتركة لعموم الناس ، على أساس تحكم من خلاله على التصرفات من حيث كونها راشدة.او غير راشدة .
ولقد تواردت أقوال أساطين الحكمة والفلسفة على هذا المعنى بملاحظة أن مناط الرشد وملاكه، هو عمل العقل النقدي الصارم الذي ينتج معرفة إبداعية جديدة، أو ببساطة حسن استخدام العقل فيما يعرض له، وحسن استخدام العقل يتعلق في المقام الأول بقواعد المنهج التي لا تترك مجالاً للشك والتخمين، حين تستبعد الفروض المزيفة، والظنون المحتملة، وتنطلق من الاستقلال في التفكير، وعدم الرضا بالتقليد، ووعي الأخطاء على سبيل التعلم اذ الرشد في نهاية المطاف تعلم واعي ومفيد.
*** السفه
من هو السفيه؟ أصلُ السَّفَه في اللّغة الخفَّة والحركة، رجلٌ سفيه إذا كان ناقص العقل، خفيف الحلم، أو الذي لا يُحْسن التَّصرّف، أو يبذِّر ماله وينفقه في ما ﻻ يرجع بالنفع والفائدة عليه .
والسفه قد يكون لصغر سن وافتقاره للخبرة ، وعدم القدرة ، أو لمرض ( تخلف علقي) وما شابهه ، وقد يكون السفه لفساد عقلي وغلبة شهوانية تفقده العقلانية والرشد .

** الرشد في القرآن الكريم
ورد لفظ الرشد في القرآن الكريم تسع عشرة مرة بصيغ متعددة، لكننا إذا تتبعنا موارده في كتاب الله عز وجل نجده لا يخرج عن المراتب التالية:
المرتبة الأولى:
• التصرف العقلاني الراشد.( ضد السفه )

مقالات ذات صلة

التصرف الحسن في الأمور، ممن بلغ الرشد كما في قوله عز من قائل: (وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ)(النساء:6)، وهذا المعنى هو الذي نجده متداولاً في اصطلاح جمهور الفقهاء، وبهذا المعنى يكون الرشد ضد السفه.

المرتبة الثانية:

• الحق والصواب والسداد، كما في قوله عز وجل: (وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ)(غافر:38)، وقوله تعالى: (وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ)(هود:97)، أي سديد.
المرتبة الثالثة:
• الخير والنفع، كما في قوله تعالى على لسان الجن: (وَأَنَّا لاَ نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي اْلأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا)(الجن:10)، أي خيرًا.
المرتبة الرابعة:

• الهداية والاستقامة، كما في قوله تعالى: (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)(البقرة:186)، وقوله تعالى: (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)(الكهف:10)، والمعنى: يسر لنا كل سبب موصل إلى الهداية المرتبة الخامسة

الا يمان والتوحيد، كما في قوله تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)(البقرة:256)، وقوله تعالى على لسان الجن: (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا *يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ)(الجن:1-2)، والرشد في الآيتين؛ بمعنى الايمان والتوحيد.
المرتبة السادسة:
علم خاص يختص الله به من يشاء
كما اشتمل عليه قوله تعالى (( ولقد أتينا ابراهيم رشده ..)) وما أتاه الله العبد الصالح قال تعالى:(( هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ))

وهذه المراتب الست للرشد في القرآن الكريم، جميعها لا تخرج عن أصل الاستعمال اللغوي الذي هو الاستقامة والصلاح والاهتداء إلى طريق الخير في الدين والدنيا، وإصابة وجه الأمر وحسن التصرف.
وﻻ شك ان مايهدف اليه الرشد في أدنى مستواياته هو انسجام الانسان اوﻻ مع نفسه وعدم الاضرار بمصلحته وثانيا التعايش بسلام وايجابية مع المجتمع وتبادل المنافع والإفادة والاستفادة …
ان ألهم الأكبر الذي شغل المجتمع الانساني قديما وحديثا هو تحقيق التعايش بين شعوب العالم واﻻستقرار بما يحقق المحافظة على الحقوق الانسانية المشتركة والتبادل النافع في مختلف المجالات.
ومع ذلك وبقدر ما حققته المعرفة الانسانية من رشد من منافع عديدة وثورة في مجالات مختلفة. ..
اﻻ أنه لا زال امام العالم تحديات أهمها، السباق إلى المكاسب بفرض الهيمنة والقوة مما تتسبب بالحرب والكوارث ويبرز هذه المعضلة حين تسند الأمور السياسية لقيادات تفتقد العقلانية والرشد وهو ما يعرف بمصطلح جنون القوة او العظمة أو يطلق عليه البعض الغطرسة وﻻن القيادات المتغطرسة ﻻ تمتلك منطقا وﻻ رؤى صحيحة وتعاني من مرض نفسي

المعضلة الثانية الارهاب
هذه المعضلة دينية بامتياز
ولحسن الحظ يوجد قدر كافي عالميا من الاتفاق حول خطورة هذه الافة ورغم ذلك ﻻ يوجد بنفس القدر نية لاجتثاثه
أصبحت العقلانية الراشدة ضرورة ملحة وتوحيد جهود المجتمع الانساني لاحياء هذه القيمة العظيمة والاصتطفاف ضد القيم والمبادئ التي تستهدف التعايش وأهمها خطرا بكل أشكالها بما في ذلك الغطرسة والارهاب أمرا ملحا.
فمن المعلوم ان من يفتقد الرشد فانه يتخبط في عشوائية ويسير ضد أهدافه وضد مصالحه .
نحن بحاجة إلى أن نتفقد تصرفاتنا الراشدة واصولها وقواعدها ومصاديقها في النفس والتأريخ وهل هي منسجمة مع الرشد وتحقق لنا الصلاح ام نحن في غي
ترى كيف فقدنا الرشد ؟
هل تبين المجتمع الانساني الرشد من الغي ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى