في #الأردن .. #الأحياء بحكم #الأموات
سهير فهد جرادات
عندما توضع #القوانين، ويخترقها #المسؤول #الفاسد ، ولا يحترم بنودها المتنفذ ، ويبقى أصحاب المال والسلطة فوق القانون ، الذي لا يطبق إلا في حالات محددة ، عندها تضعف ثقة #المواطن بهذه القوانين ، التي يقتصر تطبيقها على مناهضي الفساد، أو المطالبين بحقوقهم من الطبقات المسحوقة ، ولا تطبق على مجرمي و لصوص الوطن الذين يتم تسهيل هروبهم للخارج ، وتنتهج الرشوة .. تأكد بأن هناك سياسة تشجيع على الفساد ، ليصبح أسلوب حياة ..
إذا كثر الغمز على وجود الفساد في السلطات الثلاث ، والتطاول على أعضاء السلطة الرابعة وحقوقهم ، وانتهاك خصوصيتهم و( اختراق ) هواتفهم من جهات مجهولة ، ولا تصان كراماتهم .. ويصبح هم الدولة قمع الشعب ، و( إخراس ) الأصوات ، والمعارضة ( مزيفة ) برعاية القبضة الأمنية .. والثقة بالحكومات مفقودة ، وهيبة الدولة داخليا وخارجيا في تراجع ، والأقصى والوصاية الهاشمية مهددتان ..تأكد أن هناك تنفيذا لمخطط ( عالمي ) ضد الأردن نجهل حيثياته !! أو كما يشاع بات ( الأردن مستهدف )!!..
لمّا المسؤول يدخل الحكومة وجراباته (ممزوعة ) ، ويخرج من الوظيفة راكب سيارة ويمتلك فيلا ، ومساهم في شركات كبرى ، وأمواله في ملاذات أمنة ؛ اعرف ان البلد استشرى فيه #الفساد ، بعد أن أصبح بقبضة نخبة من #الفاسدين يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية ، ويتطاولون على المال العام ، ويتفنون في #التهرب_الضريبي والجمركي .. وتأكد بأن البلد سُرقت ، وما عاد إلك بلد.. بعد ما حولوه الى قالب كيك (قطعوه ووزعوه واكلوه ).. وتركولك شوية كريما ( ملغوصة )..!!..
عندما تستخف الحكومة والأجهزة بعقل الشعب ، وتستبد الدولة بالاستحواذ على المناصب لـ ( اتباعها ) ..وتلاقي مؤسسات حكومية أكثر من اللازم ، وبلا دور واضح !! فقط لإيجاد مناصب للمحسوبين على الدولة التي فقدت سيطرتها على جزء كبير من قرارها الداخلي ، لارتباط مصالح النخب السياسية بالمؤسسات الدولية ..وإذا الدين العام فاق العائدات ، تأكد أن الشعب في حالة غليان ..والأزمة المالية قربت ..
لمّا الدولة ( تفلس ) أخلاقيا بفعل فاعل ، وعلاجك يصبح (مهتة ) من وزير أو نائب ، و الخدمات الطبية في القطاعين العام والخاص في تراجع ، وتعليمك ( مكرمة ) والبنية التعليمية مخلخلة ، وشبكة المواصلات (ضعيفة) .. اعرف انك آخر همهم ، ويريدونك ان تبقى في( تخلف وفقر وقهر ومرض)..
عندما تدفع حق الهواء في مواسير الماء ، والمياه تنقطع عن احياء واحياء ، وتُسعر حسب مساحة البناء والمنطقة وليس على أساس مقدار الاستهلاك ، ولمّا أثمان الكهرباء بارتفاع وتتجه نحو إلغاء ( الدعم ) ، و عندما ترفع أسعار السياحة الداخلية ويتوجه أبناء البلد للسياحة الخارجية ولو (بالدين) اعرف انهم قرروا الانحياز للأغنياء وإفقار الفقراء بتحميلهم فواتير الفساد والقرارات الخاطئة.. وانهم قرروا ( يعطشوك ويسودوا عيشتك ويخنقوك ) ..
لمّا النسيج الاجتماعي ( يتهتك ) والمخدرات تتمدد في بوادينا وقرانا ومدننا ، والفقر والبطالة يتفشيان لغياب العدالة الاجتماعية، وضعف التنمية أو غيابها، ولمّا المصروفات تفوق الراتب ، وتبيع الأرض لتدريس الأبناء ( المكدسين ) هم وشهاداتهم بلا “وظايف” ، ولمّا تدفع حق قبرك ، اعرف أنك أصبحت تقف في منطقة ( البرزخ ) التي يلتقي فيها الانتماء والولاء للوطن مع الفساد ، إلا أنهما لا يمتزجان ، وعليك ان لا تتلوث بالفساد لتحافظ على ( نقائك وفقرك وقهرك )..
عندما يكون شعار الحكومات ( نعمل لقهركم ، ونعتذر عن بقائكم ) .. وعندما يعيش الأردني في واقع مرير ومستقبل مجهول .. يصبح في الاردن .. الاحياء بحكم الاموات
وفي النهاية بيقولولك .. ارفع رأسك أنت أردني.. وهل الميت بقادر على أن يرفع رأسه؟!.
كاتبة وصحافية أردنية
Jaradat63@yahoo.com