في أخر عهد الرجال …
جسد امرأة بقلب رجل وعقل بخليط الأثنين
واستدانَ قلبها من روحها حباً فما هوى رجلاً .
لينبت في صدرها الف رجل تستند عليه ، و ثمرة امرأة عذراء زينت جيدها، وبضعة ايتام ولدتهم من خاصرتها ، وظل رجل اصرت دواوين الإحصاءات ان تعده عليها رقماً ، فان قررت ان تؤكد انه رقم لا اكثر حولوها هي الى رقم منفر رغم انها هي كل الارقام !!! عجبي …
ومضت للبحر تبسطُ مده و تركضُ خلف جزرهِ حتى افترش الزبد الشاطئ كغيم سقط من السماء ايه للعالمين …
فمر بها العمر يتعكز على عصا فنادها متسائلا : الم يبقى رجل يوكلُ له امر ضعفاء القرية فيتواله؟
فقالت : ما حسبت لهم بقية ، بعضهم هوية وبعضهم شكاءٌ على حظه و بعضهم ينتظر ايه و بعضهم يثرثر بلا غاية وبعضهم ولاة فقاصصوا الحق ليرضوا الغاية و بعضهم تظن ان ضلعهم الأعوج نبت منه سيقان لا تحصى فمرضت كلها لنقص الماء و الهواء فاما ماتت واما التحقت مثلي تمشط شعر الشاطئ فتبسط المد و تهدى روعه الجزرِ أو انها تغرق …
…
فضرب بعصاه الارض غاضبا وقال : و الم يرفع لهم الله وعدا حين قال لهم ( “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه “) *١
فبكت وقالت : ( “ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون”) * ٢
فقال العمر مواسياً : (” ابك بكاء النساء ملكاً لم تحفظه حفظ الرجال” ) *٣
الهوامش / التنصيص
*١ سورة الاحزاب
*٢سورة النحل
*٣عائشة الحرة والدة اخر ملوك غرناطة ابو عبدالله الصغير