فيلم ” بتوقيت الشام ” أبكى سليماني والشام لا بواكي لها
د. نبيل العتوم
رئيس وحدة الدراسات الإيرانية
مركز أمية للبحوث والدراسات الإستراتيجية
قبّل قائد فيلق القدس، اللواء (قاسم سليماني) جبين المخرج السينمائي الإيراني الأقرب ولاء وانتماء إلى الحرس الثوري الإيراني، إبراهيم حاتمي كيا، لإخراجه فيلم “بتوقيت الشام”، وقال سليماني : إن الفيلم أبكاني. ولكن لم يقل لماذا بكى هذا المجرم الأشر، في الوقت الذي استحق عن جدارة حمل لقب جزار القرن العشرين، لما ارتكبه من جرائم تاريخية بفضل المليشيات والمرتزقة التي قادها وأشرف على المجازر التي ارتكبها بشكل مباشر في العراق، وسوريا، ولبنان وأفغانستان، وفي كل مكان عاثت فيه إيران خراباً.
بموازاة ذلك أشاد القائد العام لحرس الثورة اللواء محمد علي جعفري بجهود المخرج إبراهيم حاتمي كيا لفيلمه “بتوقيت الشام“، مؤكداً بأن الحرس يرى من واجبه دعم الجهود المبذولة في سياق توصيف بطولات وجهاد المدافعين عن المقدسات والأضرحة بين ساحة الجهاد والشهادة وقطاع الثقافة والفن، وأضاف: أن فيلم “بتوقيت الشام” وفي وصفه لبطولات وجهاد أبناء الشعب البواسل المدافعين عن المراقد المقدسة، يصور جانباً من الساحة العاصفة والزاخرة بالإحداث في الدفاع عن العزة والأرض والعرض لشعوب غرب آسيا المظلومة .
فيلم “بتوقيت الشام” يتناول قصة طائرة مساعدات إنسانية إيرانية تتوجه إلى سوريا وحين هبوطها في المطار تواجه أحداثاً بعد التعرض لها من قبل عناصر إرهابية، وجرى تصوير الفيلم في أحد المطارات العسكرية في طهران وعدة استوديوهات في مدن مشهد وشيراز وسيستان وبلوشستان الإيرانية وفي بعض المناطق السورية طبعاً التي تحتلها إيران .
مرت أكثر من سبع سنوات عجاف على الثورة السورية، لا شك بأن سوريا تعرّضت فيها لمؤامرة شيطانية كان هدفها التدمير والخراب ، وتشريد شعبها والقضاء على دورها الإستراتيجي التاريخي في المنطقة بفعل سياسات النظام الحمقاء، وتأييد لا محدود من إيران أولاً وروسيا ثانياً، بحيث باتت سوريا ساحة لتصفية ساحة لتصفية حسابات بين مختلف الخصوم.
بات الجنرال الإيراني قاسم سليماني مثل رامبو يظهر في الإعلام على أنه القائد الحقيقي لسوريا عسكرياً وسياسياً، وجعل قادة يتشدقون ليل نهار بأنه لولاهم لما بقي بشار الأسد ونظامه الدموي في سدة الحكم لحظة واحدة، فباتت سوريا كهروشيما وناغزاكي وربما أبشع، لقد تحول كل شيء البشر، والحجر، والمصانع … إلى حطام وركام …. كل ذلك بفضل وحشية وهمجية إيران ومرتزقتها الذين لم يتركوا مدرسة، ولا مصنعاً ، ولا مسجداً ، ولا صومعة ، ولا مستشفى …..إلا وهدموها على رؤؤس ساكنيها بحجة دخول الإرهابيين والتكفيريين وداعش…. إليها، أهلكوا الحرث والنسل مستخدمين كل الأسلحة القذرة ضد الشعب السوري، إلى جانب محاولة تغيير تاريخ وديمغرافية سوريا، بموازاة ذلك دعم الحرس الثوري بلا حدود سلاح إنتاج الدراما لإقناع الداخل والخارج وتشويه الحقائق، كنا نتمنى من الدراما العربية والأجنبية إنتاج مسلسل يُؤرخ لجرائم إيران في سوريا ، والمنطقة التي تجاوزت كل الحدود والأعراف، وأبكت الحجر والبشر، بعد أن باتت دولة الولي الفقيه شريكًا في جرائم النظام السوري بحق أهلنا في سوريا ، والعراق، ولبنان، واليمن ….. ما أحوجنا اليوم إلى دراما تفضح “التقيّة الإجرامية ” منذ الدولة الصفوية ، والتقية التي تمارسها إيران “الثورة الخمينية” عام 1979م، مُستهدفين الشعوب العربية والإسلامية ، في سبيل إسقاط الهوية السنية . والجرائم التي ارتكبتها
وترتكبها إيران يومياً، و كيف يتم توظيف سلاح الفتاوى، وإماطة اللثام عنها، والتي جعلت منا قرابين تُذبح، بصفتنا سفياني العصر، ويزيديه ما بين شعار: ( يا علي …. يا حسين ….. والذبح المقدس ) .
ما أحوجنا لإنتاج دراما فاحصة بأجزائها المختلفة لتعكس التراجيديا السوداء، وبروح المأساة، تتناول الواقع التي تعيشها منطقتنا بفعل الإجرام الإيراني الذي تعددت رقعته الجغرافية …. ما بين توقيت الشام، وتوقيت الرافدين، وتوقيت الجزيرة العربية ….. والقائمة تطول ……
وللحديث بقية