لقاء

سهير السميري (الجموح)

عـُدتُ متورطة بالبكاء , تسخر مني كل القوافي .. والظباء

أمـُط أصابع خيبتي طويلاً .. طويلاً ..

فأنا لم أُخبره..

مقالات ذات صلة

لم أُخبره !

,

,

عـُدتُ أُكوّمُ المساءات والأيام يوماً فوق يوم.. أُكنسُ الأحلام النائمة تحت أهدابي،

وأجر العـُمر ورائي .. أُمسّد ثوب غيابك, وأرتق أكمامه الواسعة.

عدتُ

كـ رواية مغلقة لم تمتد لها يد قارىء.. كـآنية صدئة لا تـُغري أحدا

كـ قصاصات مبعثرة عدت.

كان لقاء استعجمت علي لغته .. كأنه لقاء مسحور ..

أو كأن جنية الكلام غـيـّبـتني نكاية بـ خـُططي العشتارية،

واستقامة ألف باء البوح الذي نسجته من سابع الانتظار..

جاء صمتي مدويّاً .. و الخجل كان مـُرابطاً بكامل عافيته بيننا..

قـشـّرنا الحكايا عن الأخرين ..

كنت أنت رجل أتمّ نافلة حضوره لدي , وكنت أنا أتوحد مع ظـِلي وأتوارى

خلف أصابع حيائي..

أحاول التحرر من قبضة صمت على هيئة حشرجة مكتومة الأنفاس،

فتتلاشى الكلمات دوائر دخان

ولا أُكمل استدارة الفكرة.

تجلس على مرمى لهفة جهة القلب.. قريباً حتى لكأن شهقة تكاد تجرح

حرير الليل..

أو لكأن رائحة نارنج قد توقظ سـُعار اللحظة .!

لم يسنُـد قلقي سوى فنجان القهوة ورذاذ صوت فيروز ينهمر:

يا ريت أنت وأنا بالبيت

شى بيت أبعد بيت

ممحي ورا حدود العتم والريح !!

قـُلت لي: تتحدثين عن الغياب وأنت ربـتـّهُ !

وكأنك نفختَ على نار ارتباكي لتدوم ..

أو كأني اتكأت على قش انتظاري فاشتعلت !

وددت لو قلت لك:

مـُد قلبك لي … دافئاً – كحضن أمي – لأتلو عليه خاتمتي !

أو أقول : بكَ .. ولكَ .. كتبت الوجد سطراً ومعنى !

مشوارنا كله غياب , وانتظار , و لقاء , وارتباك ..

فمتى أُستريح مني ومنك!

والبعض في البـُعد أشهى وأنت كلّ بعضي ..

يومها حرسنا أخر الطـُهر ..

والشوق إليك فتنة لم نهز غفوتها

هو القدر أراد لنا أن نبقي الحـُلم طازجاً !

مر الوقت سريعا كالخيل المذعورة قبل أن يرتد إلي طرف اللقاء وأنا أبحث

عن مـِسلة أفـتـلُ بها خيط البداية ..

استأذنت أنا!

أو أنت!

ما يشـغـلـُني : هل أخبرتك أنك سادن الروح!

أو … هل تفوهت بـ أكثر من – مرحبا – !!

ويح بوحي ما أجبـنه .

الدستور

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى