سواليف
بعض الأطفال في البرازيل، وغيرها بأميركا اللاتينية، ولدوا العام الماضي ورؤوسهم صغيرة، مفلطحة ومضغوطة، ورئيسة البلاد ديلما روسّيف، تسلمت الثلاثاء تقريرا وصفته وسائل إعلام محلية بأنه من الأخطر، وفيه ما حمل البرازيل على حشد 200 ألف جندي من جيشها ليخوض معارك “من بيت إلى بيت” ضد انتشار بعوض Aedes aegypti الناقل أكثر الفيروسات تشويها للمواليد، وهو “زيكا” الشهير.
في التقرير الذي أعده خبراء وزارة الصحة البرازيلية، تأكيد بأن البلاد البالغ سكانها 200 مليون “شهدت حتى 16 يناير الجاري ولادة 3893 طفلا، رؤوس جميعهم صغيرة” طبقا لما قرأت “العربية.نت” بصحيفة “أو غلوبو” الناقلة من التقرير أن السبب هي علة يسمونها Microcefalia باللاتيني، وتتبرعم من فيروس ذاع صيته باسم Zika في الأسبوعين الماضيين، وينتقل عبر عضات البعوض، خصوصا المعروف باسم “الزعاج المصري” المتخصص بنقل حمى الضنك ونظيرتها الصفراء.
الملخص عن “زيكا” أنه فيروس إرهابي الطراز سريع الانتشار، وعدائي إلى درجة حملت السلفادر إلى أن تطلب من نسائها “عدم إنجاب الأطفال حتى العام 2018 على الأقل” وفق ما نقلت الوكالات عن صحيفة “الواشنطن بوست” الأميركية الأحد الماضي، لأنه مسبب لحمى تستفحل بسرعة، ويسمونها “ميكروسيفاليا” المشوهة رؤوس الأجنة لتسببها بعدم اكتمال المخ، أو “الصعل” المؤدي لولادة الطفل برأس صغير “مكوّم” على بعضه، مفلطح الجمجمة المضغوطة، وهي حالة لها توابع متنوعة وخطيرة.
احمرار بالعينين وتعب وطفح جلدي وآلام بالمفاصل
والفيروس الذي استمد اسمه في 1947 من غابة أوغندية، ظهر في قرودها لأول مرة ذلك العام، ونال للآن من 6000 بالسلفادر وحدها، أصبح يهدد حتى دورة الألعاب الأولمبية الموعود تنظيمها في مدينة ريو دي جانيرو الصيف المقبل، وقد انتقل واستقر، وفقا لآخر تقرير صدر الاثنين الماضي عن منظمة الصحة العالمية، في 21 دولة ومنطقة بأميركا الوسطى والجنوبية حتى الآن، وهو الى مزيد من الاحتدام والاستفراس، وبدأ يعبر حدود القارة بشهية كبيرة لغزو مزيد من الدول، وسط عدم القدرة على وقف انتشاره حيث يتكاثر البعوض.
وسبب انتشار “زيكا” السريع في القارة الأميركية حاليا، هو أنه جديد عليها وعلى سكانها، ممن أجهزة المناعة غير محصنة فيهم لمكافحته، وهو يظهر بعد عضة من بعوضة، ثم تبدأ أعراضه التي تستمر أسبوعا، باحمرار في العينين، مع حرارة مرتفعة، يرافقها تعب وطفح جلدي موزع وآلام بالمفاصل، وفقا لما طالعته “العربية.نت” فيما ذكرته عنه منظمة الصحة العالمية، بتقرير تضمن أنه لم يتم التثبت بعد من أنه ينتقل، ولا العلة التي يسببها أيضا، من شخص إلى آخر، إلا عبر الحيوان المنوي أو نقل الدم.
ويعتقد خبراء برازيليون أن Zika وصل إلى البرازيل من مصابين أفارقة، حضروا “مونديال” كأس العالم في 2014 بكرة القدم، أو ربما من مصابين من أرخبيلات جزر تابعة كمحميات لفرنسا، حضروا بطولة دولية برياضة التجديف في أغسطس الماضي بريو دي جنيرو، وهو ما أجمعت عليه وسائل إعلام برازيلية، اطلعت فيها “العربية.نت” على معلومات من خبراء في البرازيل، يؤكدون أيضا وجود مصادر أخرى يتبرعم فيها الفيروس، أهمها بعد إفريقيا جنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادي.
العربية