أمة بلا حمير؟! / صالح عربيات

أمة بلا حمير؟!

أشعر بالقلق البالغ، فالخطر بات محدقا وقريبا، وقد يهدد كيان الأمة ومستقبلها، فالصين أعلنت انها ستستورد كل (الحمير) التي في العالم!

سنشعر بألم الفاجعة والفراق، فلن نجد حمارا يضرب شعبه ويحرقه، ولن نشاهد خبرا عاجلا ولا صورا مفجعة، فذهاب هذا الحمار الى الصين قد يهدد العاملين في القنوات الإخبارية والمنظمات الإنسانية، فهم لن يجدوا حمارا يقصف ويشرد، وما قد يعمق مأساتنا اننا لن نرى كيري في المنطقة بعد اليوم، طالما أطمأن كيري على مستقبل الحمار في الصين فلن يعقد بعد اليوم أي مؤتمر لبحث مستقبل الحمار في المنطقة!

سنشعر بكل تأكيد بغربة الأوطان ومآسيها، فلن أتخيل المشهد الديمقراطي من غير الحمار الذي يكذب الكذبة ويصدقها، سنفقد خطط الحمار التنموية ووعوده الإصلاحية التي بلا أدنى شك كانت تسهم في زيادة العجز والبطالة والفقر، تخيل أننا لن نجد فقيرا لندافع عنه ونضع خططا مستقبلية لإصلاح أحواله، تخيل أننا لن نجد بطالة وبذلك سنتراجع عن التربع على قائمة الدول الأكثر بطالة، تخيل حجم الحرج الذي سنشعر به وحجم الضغوط الكبيرة التي سنتعرض لها بعد ان تنتعش الموازنة لندعم الدول الفقيرة والحليفة ونساعدها، ونحن اليوم بعيدون عن هذا الضغط والحرج!!

سنخاف من الحسد، فبوجود الحمار لا يوجد ما نحسد عليه، سنفقد الضحكة، فمنذ اليوم الأول لتوليه سلطاته الدستورية عادة ما يعمل بكل جد وتفان وإخلاص ليقنعنا بأنه ليس حمارا، سنفقد الصبر، فمن القادر على تحمل أزمة الطاقة، أزمة المياه، أزمة الاحتياطي، أزمة المواد الغذائية، أزمة السير، غير هذا الحمار!!

تريد الصين أن تستورد الحمير من كل بقاع العالم وذلك لاستخدام جلودها لأحد العلاجات الصينية التقليدية!

مع هذا أشعر بالاطمئنان أن الدول الغربية لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تسمح للصين بالمس بالحمير العربية حتى لو استخدموا حق النقض (فيتو) ضد هذا القرار!

فمن سيستهلك أسلحتهم، ومن سينفذ مخططاتهم، ومن أين لهم بحمار يهدم ويحرق وطنا ليسلم فقط الحمار!

لو ذهبت حميرنا الى الصين، سنة واحدة، لن تجدنا الا وقد تربعنا على عرش الاقتصاد بدل الصين، لذلك لن يتركونا بلا حمير!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى