“فوكا ” #التاريخ و #الجغرافيا!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
فوكا: بيئة عمل تتسم بسمات أربع هي:
-التقلب وسرعة التبدّل والتغيير.
-عدم اليقين وصعوبة اتخاذ الحكم والقرار.
-التعقيد والعلاقات الشبكية بين عوامل متعددة.
-الغموض وغياب الوضوح والدقة.
هذه بيئة غالبًا ما توجد في بيئات عمل سياسي كالقضية الفلسطينية أو “القضية الأردنية”.
-لا سمح الله-أما الجغرافيا، فهي الوجود المادي الواقعي لشيء أو لبلد أو لإقليم وحتى للعالم.
والتاريخ هو تسجيل لجغرافيا معينة، قد لا تكون موجودة بعد! فهو سلسلة من أحداث انتقلت من الجغرافيا.
وهناك انتقال متبادل بين التاريخ والجغرافيا: فالتاريخ-حتى لو كان وهميّا- يمكن أن يتجسد ويعود للجغرافيا-إسرائيل نموذجًا-
كانت فكرة تاريخية وهمية تحولت إلى جغرافيا لم تكتمل حدودها بعد.
وكذلك الجغرافيا تتحول إلى #تاريخ مثل الأندلس سابقًا، وفلسطين حاليّا، حيث تزول الجغرافيا نهائيّا ويدخل التاريخ.
هذه مصطلحات هذه المقالة:
فوكا، التاريخ ، الجغرافيا.
ما تطبيق ذلك؟
الأردن الآن جغرافيا قوية مدعومة
بقوتها وشعبها. لها حدود ثابتة نسبيّا ليست كجغرافيا إسرائيل.
والبيئة الأردنية هي بيئة نموذجية
لعناصر “فوكا” الأربعة: التقلب،
وعدم اليقين، والتعقيد، والغموض.
هذه بيئة يعيشها الأردن كل يوم:
تقلبات محلية وإقليمية تتمثل بلاجئين ومطامع صهيونية، وبعدم يقين ناتج عن عدم فهم المطامع المعادية، حيث لم توفر معاهدة السلام سوى يقين وهمي زلزلته حكومة نتنياهو، ووزراؤها الذين كشفوا يقينهم بالخريطة الجديدة، وأضعفوا يقيننا.
أما التعقيد، فهو نتيجة أوضاع صعبة متشابكة: العلاقة بين المواطن والدولة، العلاقة بين الدولة وأصدقائها وأعدائها
وأخيرًا الغموض: فهناك مئات المواقف الغامضة حولنا.
والخلاصة، أنّ بيئة “فوكا” تمثل وضعنا:
ولم يعد خفيّا أن الجغرافيا الأردنية مهدّدة، وأنّ تحولها إلى تاريخ يعتمد على موازين قوى ليست في صالح جغرافيتنا.
في هذا الوضع طالب بعض النخبة بالتسلح: العبادي والحباشنة حرصًا على جغرافيتنا ؛قابل ذلك سخرية وتسفيهًا من كثيرين عبر وسائل التواصل. حيث تم وصفهما من بقايا القوميين، وحتى المراهقين!! صمت الرجلان ولكن الأغرب أن كل الأردن الجغرافيا صمت؛ فهناك من يقول للأردن: ربٌ يحمي جغرافيته!
لكن ألم يكن لفلسطين والقدس
والأندلس ما يحميها؟؟
كنت أصاب بالصدمة حين نكتشف أن التعليم “خربان” ولم يتحرك مجلس التربية ولا زعماؤها! ولكن بعد اكتشاف التهديد لجغرافيتنا كلها هل نبقى ساكنين؟
في الأدب السياسي لإدارة وضع “فوكا” نحتاج إلى سياسات
لديها إحساس بالواقع، وقدرة على تنبوء المستقبل، وصناعة قوى ناعمةعلى الأقل ! فهناك أيضًا “فوكا” أخرى إيجابية للتعامل مع “فوكا” السلبية ستكون موضوع مقالة تالية ، المطلوب الرؤية واستخدام قوة غير ناعمةكما طالب العبادي والحباشنة!!
فماذا نحن فاعلون؟؟