فوائد تنظيف الأسنان بالخيط غير مُثبتة

سواليف – لعقود طويلة، ظل أطباء الأسنان ينصحون بضرورة تنظيف الأسنان باستخدام الخيط كوسيلة للحفاظ على نظافة الفم. لكن هل هذا الإجراء مفيد بالفعل؟
كشف تحقيق أجرته وكالة “أسوشيتد برس” للأنباء عدم وجود أدلة كافية تدعم هذه النظرية حتى الآن.
واعترفت وزارة الصحة والخدمات البشرية والزراعة الأميركية في خطاب بأن فوائد تنظيف الأسنان بالخيط لم يتم بحثها كما ينبغي.
بدوره، قال داميان ولمسلي، طبيب الأسنان بجامعة برمنغهام في بريطانيا، إن هناك “دليلا ضعيفا” على وجود فائدة لتنظيف الأسنان بالخيط.
لكن جمعية أطباء الأسنان الأميركية أصدرت بيانا دافعت فيه بقوة عن تنظيف الأسنان بالخيط، قائلة “إنه جزء رئيسي من عملية العناية بأسنانك ولثتك”.
ويوضح العديد من أطباء الأسنان أن استخدام الخيط يمكنه المساعدة في إزالة الترسبات وبقايا الطعام بين الأسنان، وتقليل احتمال الإصابة بالتهابات وأمراض اللثة وكذلك تسوس الأسنان.
وقال بيان الجمعية الأميركية “إن تنظيف ما بين الأسنان يزيل الترسبات التي تؤدي للتسوس وأمراض اللثة من الأماكن التي لا يمكن للفرشاة الوصول إليها”.
وأضاف البيان “ثبت أن تنظيف الأسنان من الداخل يساعد في التخلص من البقايا التي تؤدي إلى وجود الترسبات والجير”.
وتؤيد هيئة الرعاية الصحية في بريطانيا هذه النصيحة؛ إذ تقول بموقعها على الانترنت “إن استخدام الخيط يساعد في تجنب أمراض اللثة بالتخلص من قطع الطعام الصغيرة وغيرها من الترسبات الأخرى التي توجد بين الأسنان”.
وفقا لـ”أسوشيتد برس”، فإن الدراسات التي تدعم مزاعم جمعية أطباء الأسنان الأميركية عفا عليها الزمن وكانت تجري على مجموعة صغيرة من البشر.
وكشف تقييم للدراسات الأخرى المنجزة في الأعوام العشرة الماضية، أن الأدلة على جدوى تنظيف الأسنان بالخيط “غير موثوق بها” و”منخفضة الجودة”، وانطوت على “احتمال متوسط إلى كبير بالانحياز”.
وذكرت إحدى المراجعات العام الماضي “أن غالبية الدراسات المتاحة أخفقت في إظهار فاعلية خيط الأسنان في إزالة الترسبات”.
وقال ولمسلي، الذي يعمل أيضا مستشارا علميا لجمعية أطباء الأسنان البريطانية “إن الصعوبة تكمن في الوصول إلى دليل جيد. فالناس مختلفون والدراسات الكبرى تكلف الكثير، وحتى يحدث هذا لا يمكن فعليا الإجابة بنعم أو لا”.
ودعا إلى ضرورة إجراء “تجارب أكثر تطورا”.
وبدأت جمعية أطباء الأسنان الأميركية الترويج للتنظيف باستخدام الخيط في العام 1908.
واخترع طبيب أسنان في الولايات المتحدة، يُدعى ليفي سبير بارملي، خيط تنظيف الأسنان في مطلع القرن الثامن عشر، بينما حصل أو خيط على براءة اختراع في العام 1874، فيما كان أطباء الأسنان يوصون بالفعل بأهمية استخدامه.
وفي الولايات المتحدة حاليا، يمكن للشركات المصنعة لخيط تنظيف الأسنان تمويل وتوجيه الدراسات التي تُقيّم أهمية استخدام هذه الخيوط.
وقالت اثنتان من كبرى الشركات المنتجة للخيوط، وهما “بروكتر اند غامبل” و”جونسون اند جونسون”، إنها تساعد على إزالة الترسبات.
لكن “أسوشيتد برس” كشفت أن الدليل الذي اعتمد عليه بيان بروكتر اند غامبل كان فقد مصداقيته في 2011.
أما شركة “جونسون اند جونسون” فقد رفضت الرد على الوكالة بعدما عُرض عليها أبحاث تدحض مزاعمها.
هل تنظيف الأسنان بالخيط ضار؟
وفقا لتحقيق “أسوشيتد برس”، فإن استخدام الخيط بصورة غير سليمة يمكن أن يسبب ضررا باللثة والأسنان وعمل أطباء الأسنان.
وقد يتسبب استخدام الخيط أحيانا في وصول بكتيريا ضارة لمجرى الدم، مما قد يؤدي إلى حدوث عدوى.
هل تنظيف ما بين الأسنان أمر مفيد؟
نعم. حتى المشككين في جدوى الخيط يقولون إن التنظيف بين الأسنان مفيد. ويقول طبيب أسنان هولندي أجرى دراسات على الخيط إنه يستخدم أعواد التنظيف.
وقالت جمعية أطباء الأسنان البريطانية “إن فرش التنظيف الداخلي الصغيرة هي الأفضل لتنظيف ما بين الأسنان؛ حيث توجد مساحة للقيام بذلك”.
وأضافت “أن قيمة التنظيف بالخيط ليست كبيرة إلا إذا كانت الفراغات بين الأسنان ضيقة جدا على وصول الفرشاة إليها بدون أن تتسبب في ألم أو أذى”.
يقول تيم ايافولا، طبيب الأسنان بالمعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة “عندما نبحث في العلم يكون من المناسب التخلي عن المبادئ العامة لاستخدام خيط الأسنان”.
لكنه قال أيضا إن على الناس مواصلة استخدام الخيط في تنظيف الأسنان.
ويوضح بالقول “إنها وسيلة منخفضة التكلفة والمخاطر. نعلم أن هناك احتمالا لجدواها، لذلك نشعر بارتياح عندما ننصح الناس باستخدامها”.-

(بي بي سي)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى