فوائد الصدقة في الدنيا والآخرة

((إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)) – ماجد دودين

فوائد #الصدقة في الدنيا والآخرة

للصدقة #فوائد وأسرار لا يدركها إلا من جربها وذاق حلاوتها واستشعر سعادة العطاء عبرها. فقد أكلمك عن #سعادة الفقير عندما يصله طعام يسد جوعه أو مال يعيل به أسرته أو أرملة تمنحها سقفاً يمدها بالدفء والأمان لها ولأولادها. لكن ماذا عن سعادة المعطي وهو يستشعر فوائدها. فتلك تعكس #فلسفة #العطاء لدى المسلم، وتلك هي السعادة الحقيقة في الدنيا والآخرة.

الصدقة من صنائع المعروف، لقوله عليه الصلاة والسلام: “صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف.” [رواه الطبراني وغيره، وصححه الألباني].

مقالات ذات صلة

كما روى الترمذي في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال على لسان النبي يحيى عليه السلام وهو يوصي بني إسرائيل: “وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم”. [صحيح الجامع]

الصدقة بابٌ من أبواب الخير والفلاح، وسبيلٌ إلى الفوز برضوان الله جل جلاله في الدنيا والآخرة، والصدقات الطيبة تطهيرٌ وتزكيةٌ للنفوس، كما أن من الصدقة ما يكون من أعظم شعائر الدين، وأكبر براهين الإيمان، فقد صحَّ عند (الإمام مسلم) عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” والصدقة برهان “. والمعنى كما جاء عند بعض أهل العلم يُشير إلى أن بذل الصدقات والحرص عليها دليلٌ قاطع وبُرهانٌ حاسم على إيمان صاحبها ودينه ومحبته لله تعالى.

كما أن في الصدقة تنميةٌ وزيادةٌ للأموال، وتنميةٌ للأجر والثواب الذي يحصل عليه المتصدق عند الله، وفيها سدٌ لحاجات الفقراء والمحتاجين، وسبيل لجلب السعادة إلى نفوسهم، ورسم الابتسامة على شفاههم، وهي وسيلةٌ لتحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد، وطريقٌ إلى انتشار الرحمة والتآخي والمودة بين الناس. كما أنها تدفع – بإذن الله تعالى – النِقم والمكاره والأسقام عن صاحبها. فللصدقة أثر عجيب على دفع البلاء على فاعلها. وهذا أمر معلوم عند من اختبر ذلك. يقول عليه الصلام والسلام: “باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطّى الصدقة” [رواه البيهقي].

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلَّم أن من حرص على الإكثار من الصدقات دُعي يوم القيامة ليكون من الداخلين إلى الجنة من باب الصدقة. وجاء في الصحيحين عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي صلى الله عليه وسلّم، قال: ” سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله “، وذكر من هؤلاء السبعة: ” ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه “.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان». [رواه البخاري ومسلم].

نعيش في زمن الشح والبخل … في زمن المادة … في زمن جفّت فيه ينابيع الروح وتحولت إلى طبيعة مادية قاتلة … في زمن قلّ فيه أهل الزكاة وأهل الصدقة – إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ – ممن يعرفون فضل الصدقة وفوائدها… وهذا غيض من فيض من فوائد الصدقة وفضلها … سائلا الله أن يقينا شحّ أنفسنا لنكون من المفلحين: (( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) سورة الحشر.

  • إن للصدقات منافع وفوائد وفضائل ينبغي للمسلم أن يتأملها وأن يجتهد في تحصيلها ونيل أجرها وثوابها؛ فالصدقة سببٌ في دعاء الملائكة للإنسان أن يزيد الله تعالى في ماله، وأن يُبارك له في رزقه فقد صح عند (البُخاري) عن أبي هريرة (رضي الله عنه): أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَا مِنْ يوم يُصبِحُ فيه العبادُ؛ إلا مَلَكانِ يَنْزِلان، يقول أحدُهما: اللهم أعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً، ويقول الآخر: اللهم أعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً)) [أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة]
  • الصدقة سبب انشراح الصدر وراحة القلب – فقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع مثال عن الفرق بين المنفق والبخيل. فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ؛ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ مِنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَأَمَّا الْمُنْفِقُ فَلا يُنْفِقُ إِلا سَبَغَتْ أَوْ وَفَرَتْ عَلَى جِلْدِهِ حَتَّى تُخْفِيَ بَنَانَهُ وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ، وَأَمَّا الْبَخِيلُ فلا يُرِيدُ أَنْ يُنْفِقَ شَيْئًا إِلا لَزِقَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا فَهُوَ يُوَسِّعُهَا ولا تَتَّسِعُ) [رواه البخاري ومسلم].
  • الصدقة تنتصر على الشياطين – قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَا يُخْرِجُ رَجُلٌ شَيْئًا مِنْ الصَّدَقَةِ حَتَّى يَفُكَّ عَنْهَا لَحْيَيْ سَبْعِينَ شَيْطَانًا”. ” السلسلة الصحيحة ” (3 / 264)
  • الصدقة تطفئ غضب ربك، قال صلى الله عليه وسلم “ان الصدقة لتطفئ غضب الرب “قال عليه الصلاة والسلام;( (إن الصدقَةَ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وتَدْفَعُ مِيتَة السُّوءِ)) [رواه الترمذي وحسّنه]
  • الصدقة تمحو خطاياك، قال صلى الله عليه وسلم “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار”
  • الصدقة مطهرة للمال فهي تخلص مال العبد من أي دخن قد يصيبه جراء اللغو أو حلف أو كذب أو غفلة. فقد أوصى النبي عليه الصلاة والسلام يوماً التَجار فقال: «يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة» [رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه].
  • والصدقة سببٌ لعلاج الأمراض وحماية الأعراض – بإذن الله تعالى – فقد جاء في (المعجم الكبير) عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة “.
  • يذهب كل مالك ويبقى ما تصدقتَ به – فلا يبقى للمتصدق من ماله إلا ما أعطاه. فقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم يوماً عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقي منها: قالت: ما بقي منها إلاّ كتفها. قال: «بقي كلها غير كتفها» [في صحيح مسلم].
  • والصدقة تُطفئ عن أصحابها حرَّ القبور لما جاء في (المعجم الكبير) عن عقبة بن عامر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور “.
  • الصدقة تحسن الخاتمة للمتصدق، قال صلى الله عليه وسلم “صنائع المعروف تقي مصارع السوء”، قال صلى الله عليه وسلم “ان الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء”

وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو أمامة ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب)) [رواه الطبراني في معجمه الكبير ح8014، وقال الهيثمي: إسناده حسن 3/115]

  • والصدقة تزيد وتُبارك في مال الإنسان، وتدفع عنه المضرات – بإذن الله تعالى – لما صحّ عند الإمام (مسلم) عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ” ما نقصت صدقة من مالٍ، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله “.
  • والصدقة رصيدٌ يدّخره الله تعالى لعباده المتصدقين في الدار الآخرة من الأجر العظيم والثواب الجزيل لما صحَّ في (سُنن الترمذي) عن سعيد بن يسار أنه سمع أبا هريــرة (رضي الله عنه) يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ما تصدق أحدٌ بصدقةٍ من طيبٍ، ولا يقبل الله إلا الطيب؛ إلا أخذها الرحمن بيمنيه، وإن كانت تمرة تربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله “.
  • وفي الصدقات شكرٌ من العبد لنعم الله تعالى عليه؛ فقد جاء في (سُنن أبي داوود) عن عبد الله بن بُريدة قال: سمعت أبي بريدة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلاً فعليه أن يتصدق عن كل مفصلٍ منه بصدقة “.
  • الصدقة ظلك من اللهب، قال صلى الله عليه وسلم “كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس” قال صلى الله عليه وسلم “كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ. أَوْ قَالَ: “يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ. قَالَ يَزِيدُ: وَكَانَ أَبُو الْخَيْرِ لاَ يُخْطِئُهُ يَوْمٌ إِلاَّ تَصَدَّقَ فِيهِ بِشَىْءٍ، وَلَوْ كَعْكَةً أَوْ بَصَلَةً، أَوْ كَذَا. أخرجه ابن المبارك فى الزهد (1/227، رقم 645)، وأحمد (4/147، رقم 17371)، وابن حبان (8/104، رقم 3310)، والطبرانى (17/280، رقم 771)، وأبو نعيم (8/181)، والحاكم (1/576، رقم 1517)، وقال: صحيح على شرط مسلم. (والبيهقى 4/177، رقم 7540).
  • الصدقة تفك رهانك يوم القيامة ،قال صلى الله عليه وسلم “من فك رهان ميت (عليه الدين) فك الله رهانه يوم القيامة” عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” إِذَا أُتِيَ بِالْجِنَازَةِ لَمْ يَسْئَلْ عَنْ شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ الرَّجُلِ وَيَسْأَلُ عَنْ دَيْنِهِ ، فَإِنْ قِيلَ : عَلَيْهِ دَيْنٌ كَفَّ عَنِ الصَّلاةِ عَلَيْهِ ، وَإِنْ قِيلَ : لَيْسَ عَلَيْهِ دَيْنٌ صَلَّى عَلَيْهِ ، فَأُتِيَ بِجِنَازَةٍ فَلَمَّا قَامَ لِيُكَبِّرَ سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ : هَلْ عَلَى صَاحِبِكُمْ دَيْنٌ ؟ ، قَالُوا : دِينَارَانِ ، فَعَدَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ ، وَقَالَ : صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ ، فَقَالَ عَلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : هُمَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَرِئَ مِنْهُمَا ، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا ، فَكَّ اللَّهُ رِهَانَكَ كَمَا فَكَكْتَ رِهَانَ أَخِيكَ ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ إِلا وَهُوَ مُرْتَهَنٌ بِدَيْنِهِ ، وَمَنْ فَكَّ رِهَانَ مَيِّتٍ فَكَّ اللَّهُ رِهَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هَذَا لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ خَاصَّةً أَمْ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً ؟ ، فَقَالَ : بَلْ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً ” . سنن الدارقطني رقم الحديث: 2625
  • الصدقة سترك من النار، قال صلى الله عليه وسلم “يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة، فأنها تسد من الجائع مسدها من الشعبان”. وفي الطبراني من حديث فضالة بن عبيد مرفوعا: اجعلوا بينكم وبين النار حجابا، ولو بشق تمرة ولأحمد من حديث ابن مسعود مرفوعا بإسناد صحيح: ليتق أحدكم وجهه النار ولو بشق تمرة. وله من حديث عائشة بإسناد حسن: يا عائشة، استتري من النار، ولو بشق تمرة، فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان. ولأبي يعلى من حديث أبي بكر الصديق نحوه، وأتم منه بلفظ: تقع من الجائع موقعها من الشبعان. وكأن الجامع بينهما في ذلك حلاوتها. وفي الحديث الحث على الصدقة بما قل وما جل، وألا يحتقر ما يتصدق به، وأن اليسير من الصدقة يستر المتصدق من النار.

أما أنواع الصدقات فهي من فضل الله تعالى كثيرةٌ جدًا؛

  • إذ إن منها ما يكون بالقول، ومنها ما يكون بالعمل، ومنها ما يكون بمجرد النية، وخير دليلٍ على ذلك ما صحَّ عند (البخاري) عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما)، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” كل معروفٍ صدقة “.ولهذا فإن من الخطأ الكبير أن يحصر الناس مفهوم ( الصدقة ) في مجرد بذل الأموال وإخراجها من النقود للفقراء والمساكين، أو صرفها في أوجه الخير المتعددة، فقد جاءت تعاليم الدين الحنيف وتوجيهاته لتوضح لنا أن هناك أوجهًا كثيرةً لبذل الصدقات، وأنواعًا متعددةً لفعل الخير بنية الصدقة، وانطلاقًا من هذا المعنى فإن من أنواع الصدقات التي أرشدتنا إليها تعاليم وتوجيهات ديننا الحنيف الإنفاق على النفس والأهل والأولاد، والإحسان إلى الأقارب والأرحام واحتساب ذلك كله عند الله تعالى لما جاء في (المستدرك(  عن جابر ( رضي الله عنه ) أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :” كل معروفٍ صدقة ، وما أنفق الرجل على نفسه وأهله كُتب له صدقة ” .ولما صحَّ عن أبي مسعود البدري – رضي الله عنه – في (الصحيحين) أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقةً وهو يحتسبها كانت له صدقة “.
  • كما أن من الصدقات ما يبذله الإنسان في سبيل وقاية الأعراض وحمايتها من أصحاب السوء لما جاء في (المستدرك) عن جابر (رضي الله عنه) أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “.. وما وقى به المرء عرضه كُتب له به صدقة “.
  • ومن الصدقات الحرص على بشاشة الوجه وحُسن ملاقاة الآخرين، والتبسم في وجوههم، وإظهار البهجة بهم ومعهم، أو أن تُقدِّم لهم نفعًا مهما كان يسيرًا، لما جاء عند البخــــاري في (الأدب المفرد) عن جابر (رضي الله عنه) أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلقٍ، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك “.
  • ومن الصدقات أن يكون المسلم من مفاتيح الخير ومغاليق الشر بأن يدل على الخير ويُرشد إليه وينصح به، لما جاء في (شُعب الإيمان) عن ابن عباس (رضي الله عنهما): عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” كُلُ معروفٍ صدقة، والدالُ على الخير كفاعله “.
  • ومن الصدقات التي قد يجهلها كثيرٌ من الناس إفشاء السلام على من عرف الإنسان ومن لم يعرف من إخوانه المسلمين، وإماطة الأذى عن طريق المسلمين، وعيادة المريض والسلام عليه والتخفيف عنه والدعاء له. كما أن من الصدقات إغاثة الملهوف ومد يد العون والمساعدة لمن يحتاجها من المسلمين ، ودلالة التائه وهدايته للطريق، وكل ما في حكم ذلك من الأفعال والأقوال الحسنة فهو من أنواع الصدقات التي يؤجر الإنسان عليها لما جاء في ( شعب الإيمان ) عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” على كل مسلم في كل يوم صدقة ، قالوا: يا رسول الله ومن يطيق هذا قال : إن تسليمك على الرجل صدقة ، وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة ، وعيادتك المريض صدقة، و إغاثتك الملهوف صدقة، وهدايتك الطريق صدقة ، وكل معروف صدقة ” .
  • ومن الصدقات التي يجري أجرها على العبد ولو بعد حين – بإذن الله تعالى – أعمال الخير التي تكون بمثابة الصدقة الجارية ، والسعي في إصلاح ذات البين بين المتخاصمين طمعًا في إصلاح شأنهم، ومناصحة الجُهال والغافلين وإرشادهم إلى الحق والصواب، والصبر على أذى الناس، والعفو عن إساءاتهم ، وإحسان الظن بهم ، والدعاء لهم بالخير، وحُسن المعاشرة بين الأزواج ، والحرص على حُسن تربية الأولاد والبنات ، والإحسان إلى الخدم والعمال ، ودفع الحقوق إلى أصحابها ، والإحسان إلى الجيران ، والرفق بالحيوان ، والعطف على الأيتام وتفقد أحوالهم والمسح على رؤوسهم ، كما أن الكلمة الطيبة صدقة ، وكل خطوةٍ يمشيها الإنسان إلى الصلوات ، وأماكن الطاعات ، ودروس العلم ، وحلقات الذكر ، ومجالس الخير صدقة ، وما أجمل أن تكون الصدقة على من يستحقها من الأهل والأقارب وذوي الرحم فهم أولى بها من غيرهم لما صــــــــــحَّ عند ( النسائي وابن ماجة ) عن سلمان بن عامر – رضي الله عنه – أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن الصدقة على المسكين صدقة ، وعلى ذي الرحم اثنتان : صدقة وصلة “.

فيا عباد الله اتقوا الله تعالى، واحرصوا على الإكثار من الصدقات بالقول مرةً، وبالعمل مرة ثانية، وبالنية الصالحة مرةً ثالثة، وعليكم ببذل المال الحلال في الصدقات، وتسخير الجاه في سبيل الله، واحتساب الأجر والثواب عند الله تعالى في كل شأنٍ من شؤون الحياة، وفي كل جزئيةٍ من جزئياتها. واعلموا بارك الله فيكم أن ما تُقدمونه من ألوان الصدقة والمعروف لن يضيع عند الله تعالى الذي قال في كتابه العظيم: {وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}

لك أن تتأمل أخي الفاضل في الآيات والأحاديث لتدرك ما للصدقة من فضل. إذ يقول تعالى: يقول عز من قائل: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ} [سورة الحديد: 18]. ويقول أيضاً: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [سورة البقرة: 245].

كما وردت عن الرسول عليه الصلاة والسلام أحاديث كثيرة، منها ما جاء في الصحيحين قوله عليه الصلاة والسلام: «ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة”.

يا مَنْ تـَصَدَّقَ مالُ الله ِ تـَبْذلـُهُ في أوجُـهِ الخير ِما لِلمال ِ نـُقصانُ

كـَمْ ضاعَفَ اللهُ مالا ً جادَ صاحِبُهُ إنَّ السَخاءَ بـِحُـكـْم ِاللـهِ رضــوانُ

الشـحُّ يُـفـْضي لِسُقم ٍ لا دَواءَ لـَهُ مالُ البَخيل ِ غـَدا إرْثـا ً لِمَنْ عانوا

إنَّ التـَصَدُّقَ إسعادٌ لِمَنْ حُـرِموا أهلُ السَّخاءِ إذا ما احْتـَجْتهُمْ بـانوا

داوي عَليْلـَكَ بالمِسْكين ِتـُطـْعِمُهُ البَـذلُ يُنـْجيـكَ مِـنْ سُـقـْم ٍ وَنِيرانُ

يا مُنـْفِقا ً خـَلـَفا ً أُعْطِيتَ مَنـْزِلـَة ً يا مُمْسِكـَا ًتـَلـَفــا ًتـَلـْقى وَخُسْـرانُ

لا تـَخـْذِلـَنَّ لآتٍ رادَ مَسْألـَة ً جَــلَّ الـَّذي ساقـَهُ كافـاكَ إحْســانُ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى