كوريا والعراق / امجد شطناوي

كوريا والعراق
كثر من يقارن بين كوريا والعراق ويقول لو حصل العراق على أسلحة نووية لما حدث ما حدث .
نقول التالي المقارنة خاطئة وغير صحيحة على الإطلاق لسبب بسيط وهو :- العراق وكل دولة شرق اوسطية مسلمة يتفق الشرق والغرب على عدم تطورها لان تطورها يؤدي بالنهاية الى تمدد هذه الدولة في محيطها وبعد ذلك إلى العالم ككل والتاريخ شاهد على ذلك من الدولة الأموية إلى العباسية مرورا بالدولة العثمانية التي وصلت إلى اواسط أوروبا.
بناء دولة متطورة وحديثه شرق اوسطية يعني مشروع دولة امبراطورية وذلك لأن إي دولة اسلامية تمتلك فكر شمولي عالمي غير محدد بقطعة أرض لذلك مما تقدم يتفق الشرق والغرب على وأد وقتل هذه الدولة باسرع وقت ومهما كان الثمن.
نفصل ونقول في حالة العراق ممنوع ان ينتصر لان انتصار العراق يعني قيام امبراطورية ممتدة بلا حدود والأندلس في الذاكرة العميقة لهذه الدولة ،لذا نرى سرعة تدمير مفاعل تموز العراقي بضوء أخضر غربي وشرقي وكذلك وقف الشرق والغرب ضد نهضة العراق ووأد التجربة في مهدها وهذا ما حدث مع إرجاع العراق إلى العصر الحجري كما قال كيسنجر.
لنعود الان إلى كوريا الشمالية انتصار كوريا ان حدث لا يحمل بعد استراتيجي فيما لو حدث لان الدولة الكورية متقوقعة داخل حدودها وليست ذات فكر شمولي وان تغطت برداء الشيوعية وامتلاك كوريا الشمالية أسلحة نووية سيكون عبىء عليها لأنها لا تستطيع استخدامها لا بل وتهلك شعبها اقتصاديا نتيجة امتلاك هذه الأسلحة وفي النهاية شعبها يغلي وينتظر من يرفع الغطاء ليثور ويلقي بزعيمها إلى مزبلة التاريخ ،ولا يفوتنا ان نذكر ان مصلحة أمريكا يتطلب وجود دولة نووية مثل كوريا لكي تبتز أمريكا من خلالها دول الجوار ماديا مثل كوريا الجنوبية واليابان وهذا ما حدث بشراء كل منهما ب عشرات المليارات الدولارات من الأسلحة.
مثال على صدق ما اقول :-
فيتنام انتصرت على أمريكا. …..وماذا بعد تقوقعت داخل حدودها ولم يحمل انتصارها اي بعد ذا قيمة استراتيجية لا بل بعد ما يزيد عن ربع قرن ذهبت فيتنام إلى أمريكا لتعقد معها صفقات اقتصادية لتنهض من كبوتها الاقتصاديه بعد انسحاب أمريكا من اراضيها وكذلك فعلت الصين.
نتختم بالقول التالي نجاح اي دولة شرق اوسطية اسلامية يعني مشروع لقيام إمبراطورية تهدد الغرب لذا هنالك فيتو كبير وسرعة في التحرك لوأد التجربة في بداياتها، بينما نجاح دول أخرى مثل كوريا او ما شابه لا يحمل اي بعد استراتيجي يهدد الغرب لأنها لا تحمل رسالة عالمية ولم تهدد الصين الغرب على مر التاريخ او اي دولة من جنوب شرق آسيا لا بل نرى إن روح الصين التجارية بيد أمريكا… تقريبا نصف تجارة الصين العالمية مع أمريكا.. مصلحة الصين ان تبقى أمريكا قوية….المقارنة غير صحيحة على الإطلاق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى