سواليف
يقع الكثير من المخرجين والمنتجين للأعمال السينمائية والدرامية في أزمة كبيرة في حالة رحيل أحد أبطال العمل الفني بسبب وفاته أو مغادرته بسبب مشادة أو خلاف مع طاقم العمل، دون استكمال باقي الأحداث.
آخر الفنانين الذين رحلوا عن عالمنا وتركوا خلفهم أعمالاً لم تستكمل كان أحمد راتب، الذي توفي تزامناً مع عرض مسرحيته الجديدة يومياً بمسرح البالون بعنوان “بلد السلطان”.
وكان الفنان يصور أيضاً مشاهد في مسلسل “الأب الروحي”.
كما أن الفنان الراحل كان مرشحاً لأعمال درامية في السباق الرمضاني المقبل 2017.
ويضطر المخرج في الكثير من الأعمال المشابهة لحذف دور الفنان الراحل من الأساس إذا كان غير مؤثر في العمل الدرامي، أو استبداله بشخص آخر إذا كان الفنان مثَّل عدداً بسيطاً من مشاهد الدور، أو إدخال مشهد وفاة الشخصية أيضاً في العمل الدرامي مع تغيير في بعض أحداث العمل.
وأكد بيتر ميمي، مخرج مسلسل “الأب الروحي”، أن راتب أنهى معظم الأدوار المؤثرة في المسلسل، ولم يتبق سوى بضعة مشاهد بسيطة للفنان الراحل لن تؤثر على سير العمل، موضحاً أنه تم الاجتماع مع المؤلف والمنتج، وتم إيجاد حيثية درامية لحذف المشاهد المتبقية، خاصة أنها لن تؤثر على سياق الأحداث.
ونوه المخرج ميمي في حديثه لـ”هافينغتون بوست عربي”، أن دور الفنان الراحل في المسلسل هو رجل أعمال وتاجر سلاح، له تعاملاته الكبرى داخل وخارج مصر.
مؤكداً أن وفاة الفنان لن تؤثر على موعد عرضه مع أوائل السنة الحالية 2017.
وفي مايو من عام 2016 رحل الفنان وائل نور دون استكمال دوره في مسلسل “شقة فيصل”، وذلك بعد أن قام بتصوير نصف مشاهده في العمل.
وقال محمد صلاح العزب، مؤلف مسلسل “شقة فيصل”، إن الفنان الراحل وائل نور صوَّر جزءاً كبيراً من مشاهده، وتم تعديل أدواره المتبقية بوفاته، مؤكداً أنها لن تؤثر على سياق العمل.
ونوه صلاح العزب لـ”هافينغتون بوست عربي”، بأن أحداث المسلسل أوقفت عدة مرات، آخرها بعد وفاة الفنان محمود عبدالعزيز والد بطل العمل كريم عبدالعزيز.
ومسلسل “شقة فيصل” من إخراج شيرين عادل، وتأليف محمد صلاح العزب، وتمثيل كريم محمود عبدالعزيز، أيتن عامر، صلاح عبدالله، نسرين أمين، وائل نور، وآخرين.
وتدور أحداثه في إطار كوميدي اجتماعي، حيث يتقابل أربعة شباب ويتأثر كل واحد منهم بمواقف الآخرين، فيسعون معاً لتحقيق حلمهم وبلوغ غايتهم.
فريد شوقي مثَّل في أفلام لم يشارك فيها!
المخرج مجدي علي، يقول إن الأعمال السينمائية شهدت الكثير من تلك الأحداث المشابهة على مدار تاريخها، منها وفاة فنانين كانت لهم أدوار مهمة قبل استكمال العمل. أو رحيل فنانين بسبب خلافات مع طاقم العمل.
“لا توجد قاعدة معينة لدى المخرج لاستكمال العمل دون التأثير على سياق وأحداث العمل الفني، والأمر يقاس بقوة دور الفنان الراحل، وهل هو في بداية العمل أو نهايته. وما درجة تأثيره في سير الأحداث إذا تمت بدونه؟”، أوضح علي لـ”هافينغتون بوست عربي”.
وقال خلال حديثه إنه في بعض الأحيان يلغى دوره من العمل نهائياً، أو يتم استبداله بشخصية أخرى، ويبدأ معها التصوير من البداية، أو ختم دوره بجملة حوار تكتب على الشاشة، أو الاستعانة “بدوبلير” وتصويره عن بعد مع تعديل الصوت.
وأشار مجدي علي إلى أن المخرج الراحل نيازي مصطفى كان محترفاً في تلك الأزمات، موضحاً أنه في كثير من أعماله تركه فنانون بسبب خلافات وبعدها يستبدلهم بدوبلير ويتم تصويرهم من بعيد.
واستشهد المخرج مجدي علي بحديث الفنان الراحل فريد شوقي قائلاً إنه “يشاهد نفسه كثيراً في أدوار لم يؤدها، وأفلام أخرى لم يشارك فيها، وخاصة مع المخرج نيازي مصطفى”.
وتابع علي، أن كثيراً من المخرجين اتبعوا لعبة وفاة الممثل فجأة، وتصويره على أنه قُتل وتغطيته بالجرائد في وسط أحداث العمل.
وقال المخرج إن الفنان أحمد راتب شارك معهم في فيلم “مولانا”، إنه تم التفاخر خلال عرض الفيلم بكون الفنان الراحل شارك معهم في العمل قبل رحيله.
تجاهل الشخصية
وفي نوفمبر العام الماضي 2015 توفي الفنان سعيد طرابيك أثناء تصوير مسلسل “بث مباشر” إثر إصابته بأزمة قلبية في موقع التصوير، ليقوم صناع المسلسل بتجاهل الشخصية التي يقدمها طرابيك وإنهائها مع عمل تغييرات في السيناريو.
إلغاء شخصية الفنان الراحل
وتوفي الفنان ممدوح عبد العليم في يناير 2016 قبل انطلاق تصوير الجزء السادس من مسلسله “ليالي الحلمية”، ولكن تسببت وفاته في ارتباك كامل لصناع المسلسل، لاسيما أن السيناريو قد تمت كتابة عدد من الحلقات منه مبنية على شخصية “علي البدري”، التي قدمها عبد العليم طوال الأجزاء السابقة، وقرروا إلغاء شخصيته نهائياً ببدء الأحداث بوفاته.
اللجوء لقتل الفنان
وللعودة للأعمال السابقة فإن أبرز الحالات المشابهة حدثت في مسلسل “ذئاب الجبل” عندما توفي بطل العمل الفنان عبدالله غيث أثناء التصوير عام 1993، وكان يتبقى له عدد ليس كبيراً من المشاهد، ليضطر وقتها مخرج المسلسل مجدي أبو عميرة لتغيير الأحداث بتعرض شخصية “علوان أبو البكري” التي قدمها “غيث” للقتل أثناء مشهد زواجه، دون الكشف عن هوية القاتل في الأحداث.
استكمال العمل بدون التأثر
وتوفي أيضاً الفنان محمود المليجي في عام 1983، وذلك أثناء استعداده لتصوير آخر مشهد له في فيلم “أيوب” الذي قام ببطولته مع النجم العالمي عمر الشريف، ولم يتسبب ذلك في مشاكل كبيرة داخل الأحداث وقتها.
واعتبر الناقد والكاتب الصحفي محمود عبد الشكور، أن فيلم “أيوب” الذي كتبه محسن زايد عن قصة لنجيب محفوظ، وإخراج هاني لاشين من أفضل الأفلام التي أنتجها التلفزيون المصري.
الاستعانة بممثل آخر
وتوفي الفنان رشدي أباظة في عام 1980 بعد معاناة مع المرض، أثناء تصوير آخر أفلامه “الأقوياء”، ليضطر المخرج الاستعانة بالفنان صلاح نظمى من أجل استكمال المشهد بدلاً من الفنان الراحل.
وتدور أحداث “فيلم الأقوياء” حول نادية، التي بعد وفاة والدها ذهبت لتقيم في منزل قريبها رشدي الباجوري، ليقنعها ابنه عادل باستغلال ثروة والدها بإنشاء مصنع للفلاحين الذين يهتم بمشاكلهم، لكنها تتعرض للعديد من المضايقات من الابن الثاني رمزي، لتقرر الرحيل، وتتصاعد الأحداث.
ومع بداية عرض الفيلم نجد تنويهاً مكتوباً فيه: “كانت وفاة الفنان رشدي أباظة أثناء إنتاج الفيلم، وبعد أن قطع التصوير معظم مراحله حدثاً قهرياً، أمكن التخفيف من آثاره بالاستعانة بجهود الفنان الكبير صلاح نظمي، في الحلول محله في أداء المشاهد القليلة المتبقية، مما ساعد على عدم المساس بالسيناريو الأصلي”.