فلسطين وحكومة نتنياهو … الساحة مفتوحة لكل الاحتمالات 

#سواليف

#فلسطين و #حكومة_نتنياهو … الساحة مفتوحة لكل الاحتمالات 

#هشام_الهبيشان

تزامناً مع وعد المتطرف إيتمار بن غفير، زعيم حزب «القوة اليهودية» العنصري، المكلف بوزارة الأمن الداخلي، بصلاحيات واسعة في حكومة بنيامين نتنياهو في طور التشكيل، بالعمل حال تسلمه منصبه على تغيير الوضع القائم حاليا، بشأن صلاة قطعان المستوطنين في المسجد الأقصى، وشرعنة البؤر الاستيطانية، وتغيير تعليمات إطلاق النار على الفلسطينيين ،والتهديد باغلاق الكيان الصهيوني للمسجد الأقصى، وقرار منع الصلاة بداخله ،وما صاحب كل تلك  التهديدات من عمليات فدائية استشهادية لشباب فلسطيني في القدس وعموم مناطق الضفة الغربية ضد قوات وشرطة الاحتلال الصهيوني، وفي خضمّ كلّ هذه التطورت بدأت الدعوات في الشارع الفلسطيني لتصيعد وتيرة الانتفاضة الفلسطينية المباركة مهما حاول الاحتلال الصهيوني السعي لقمعها، وخصوصاً من قبل عصابات الكيان الصهيوني المسخ، واليوم بالتحديد تتسارع الأحداث بمدينة القدس المحتلة، هجمات ومشاريع صهيونية متلاحقة تستهدف القدس والمقدسيين ببلدات المدينة المحتلة، ومن الطبيعي أن تولد هذه الأفعال الإجرامية والمشاريع الاستيطانية الصهيونية ضدّ الفلسطينيين بمدينة القدس المحتلة وبعموم مناطق الضفة الغربية، ردود فعل غاضبة من قبل أبناء الضفة الغربية، خصوصاً بعد حديث الصهاينة عن مشروع تهويد وصهينة مدينة القدس بشكل كامل.

حالة الغضب الفلسطينية في المدينة برزت من خلال مجموعة ردود الفعل على التعديات والاستفزازت الصهيونية للمقدسيين، ومن هذه الاستفزازات قيام مجموعات من قطعان المتطرفين الصهاينة بمحاولات مستمرة لاقتحام وتدنيس المسجد الأقصى والتعدي على المقدسيين وفرض مشاريع الاستيطان على بلداتهم وتهجيرهم منها، ومن هنا فمن الطبيعي أن تمثل هذه الاستفزازت والتعديات الصهيونية سابقة خطيرة، وهذا ما دفع مواطنين من عموم مناطق الضفة الغربية للقيام بعمليات فدائية وبطرق مبتكرة كردّ فعل على الاستفزازات الصهيونية بمدينة القدس المحتلة.

فما يقوم به كيان الاحتلال الصهيوني من هجوم بربري، نازي، فاشي، يستهدف الضفة الغربية بشكل عام ومدينة القدس والمسجد الأقصى بشكل خاص، يؤكد أنّ هناك مشروعاً صهيونياً دولياً إقليمياً يستهدف تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، فاليوم يمارس هذا الكيان الصهيوني دوره القديم الجديد بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية وتهجير باقي سكان فلسطين من وطنهم وإحلال عصابات وقطعان المستوطنيين مكانهم، إذ تقوم اليوم عصابات هذا الكيان بجرائم كبرى بحق الأقصى ومواطني الضفة، إضافة إلى حملات تدمير وهدم كثير من البيوت والتجمعات السكانية بالضفة الغربية وبمدينة القدس تحديداً، لتُقام على أنقاضها مستوطنات يوطن بها مجموعة من صهاينة هذا الكيان.

ولم تكتف عصابات هذا الكيان ، بهذه الإجراءات فقط، بل ما زال يحاول الكثير من قادة هذا الكيان تدنيس المسجد الأقصى واستباحة المقدسات الإسلامية والمسيحية الموجودة بمدينة القدس، وخلال الأشهر الأخيرة شاهد العالم أجمع مشاهد اقتحام قطعان الصهاينة للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة وتحت حماية الشرطة الصهيونية.

وهنا ، ومن خلال حديث الصهاينة هذا وفي هذه المرحلة يلاحظ بشكل واضح أنّ قادة الكيان الصهيوني يعدّون العدة لإعلان ساعة الصفر للحرب الدينية التي ستنطلق قريباً بمدينة القدس وبعموم مناطق الضفة الغربية، وفق ما تتحدث به الرؤية الصهيونية الخاصة بتصفية القضية الفلسطينية، وهذا ما يؤكد أنّ الكيان الصهيوني يسعى إلى تحويل معركته بعموم مناطق الضفة إلى معركة بين اليهود والمسلمين، وهذا ما صرّح به أكثر من مسؤول صهيوني أخيراً، وهذا ما يجرى العمل عليه الآن على أرض الواقع بعموم مناطق الضفة الغربية وبالقدس بشكل خاص.

الدور والموقف العربي في ما يجري بمدينة القدس والمسجد الأقصى وعموم مناطق الضفة، ما زال كما هو وذلك يبدو واضحاً من خلال ردود الفعل العربية الرسمية الهزيلة على كلّ هذه الأحداث التي تستهدف الأقصى والفلسطينيين في القدس بشكل خاص وفي باقي مناطق الضفة الغربية، فقد حاولت هنا بعض المحاور «العربية المعتدلة» التي تكوّنت حديثاً في المنطقة العربية، المحاور التي تعرف بتبعيتها للمشروع الصهيو- أميركي، حاولت إضفاء طابع آخر للمعركة في مدينة القدس وعموم الضفة الغربية، إذ حاولت هذه المحاور تصوير ما يجري في مدينة القدس على أنه أمر عرضي وسينتهي بفترة زمنية محدودة، مع أنّ جميع هذه الأنظمة تعرف وتدرك أنّ هدف حكومة نتنياهو من استغلال وإشعال فتيل كلّ هذه الأحداث بمدينة القدس، هو الوصول إلى كسب موقف دولي يسمح لحكومة نتنياهو بكسب قرار دولي يسمح للصهاينة بإقامة دولتهم «اليهودية» على أنقاض فلسطين وتاريخها بكلّ ما يمثله من هوية وما يختزنه من تراث حضاري.

ختاماً، لقد اتضحت حقيقة ما يجري من أحداث في مدينة القدس بشكل خاص وعموم مناطق الضفة الغربية بشكل عام، وظهر بشكل واضح أنّ حكومة نتنياهو تسعى إلى استغلال هذه الأحداث لكسب أوراق قوة من خلالها، والسعي إلى كسب قرار وإجماع دولي يسمح للصهاينة بتحقيق حلمهم التلمودي بقيام دولتهم اليهودية، فهل سنشهد تحركاً عربياً لحماية الاقصى وحماية الضفة وأهلها، أم سيبقى الموقف العربي كما هو هزيلاً ضعيفاً كما عهدناه بما يخصّ قضية فلسطين والفلسطينيين؟! الواضح أنّ موقف بعض العرب سيبقى كما هو، كيف لا والبعض من العرب ينسّق اليوم مع الكيان الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية والاستمرار بالعمل المشترك لتدمير ومحو تاريخ هذه الأمة.

*كاتب وناشط سياسي – الأردن.

hesham.habeshan@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى