فكرتان أورثتاني ارتياحا / باجس قبيلات

فكرتان أورثتاني ارتياحا

على ضوء انتخابات رؤساء المجالس البلدية وأعضائها، ومجالس المحافظات التي ستجري في الخامس عشر من آب (2017) على مستوى المملكة كافة،  ومدى حجم المال الذي سينفق على أولئك _ (الرؤساء والأعضاء) _ الناجحين طوال أربع سنوات قادمة، تلاحقت في خاطري فكرتان أورثتاني ارتياحا كبيرا .

الفكرة الأولى:  من المتعارف عليه أن المجالس آنفة الذكر تحتاج إلى رؤساء وأعضاء يفوق عددهم الرقم (1800)، بالمقابل يبدو أن هناك كما هائلا من الموظفين في دوائر الدولة يزيد عن الحاجة، وأننا إذا احتجنا إلى بعضهم، أيا كان العدد الذي نريده منهم، فسوف نجد ضالتنا من جميع أنواعهم فورا، وهذا يعني أن هذه المادة الوفيرة تصلح أن تتألف منها هيئة إدارية لبلدية أو محافظة وبالتالي توفير أعباء إضافية تقدر بالملايين عن كاهل الحكومة.

 الفكرة الثانية: استخدام الشباب العاطلين عن العمل كأعضاء في المجالس آنفة الذكر  كفيلة بدرء البطالة التي باتت تؤرق الجميع، وإن كان الحل مؤقتا وبسيطا، ولكنني على ثقة تامة ويقين مطلق بأنه سيحل مشكلات بعض الشباب الجامعيين _ الذين عانوا من الإهمال طويلا _ ويقربهم من حاجاتهم، ويخفف عنهم عناء الحياة، بدل وقوفهم في طوابير الذل أمام السفارات ونبشهم عن دفائن الأرض تارة، وتفكيرهم بالانتحار والتسكع في الشوارع تارة أخرى  .

في ظل ظروف اقتصادية صعبة تعصف بالوطن والمواطن، ومع وجود الآلاف ممن يعانون الفقر والحرمان ولا يجدون ما يسد رمق قوتهم اليومي،  بات لزاما على  الجميع تكاتفهم وتضافرهم، والبعد عن الانتهازية التي تطغى على بعض الناس الذين يتشوقون لخوض المعركة الانتخابية، ويرون فيها الوسيلة الأكثر احتمالا لكسب المال والجاه فقط، وذلك من أجل بناء دولة قوية آمنة ديمقراطية .

 إن من ستقع مقالتي هذه بين يديه فيصبر على قراءتها حتى النهاية، قد يعد حديثي، ضربا من الهراء، أو قد يظنني من هواة التنظير، أو يتصور _ وهذا في الأغلب _ أنني رجل صاحب مآرب شخصية، يتراءى له بحق أنه ما من إنسان غيره يقدر مصلحة البلاد حق قدرها، وأن البشر تعودوا أن يبددوا منافع العباد بكثير من الطيش، وأنهم يستمتعون بما تمليه عليهم أهواؤهم الشخصية، غير مبالين أو مكترثين .

 أولئك قد لا يدركون أن حديثي يتطرق إلى التخفيف من مأساة بلغت ذروتها في الأعوام العشرة الأخيرة بشكل مثير ولافت، وتمس واقعنا المرير المليء بالكد والشظف، وهذه المعاناة تزداد تصاعديا، في ظل ظروف مالية صعبة تعصف بالوطن والمواطن نتيجة أسباب سياسية، واقتصادية، واجتماعية .

 آمل أن يجد حديثي صدى فتشفع قوانيين بلادي المشروعة بهذه الاقتراحات؛ لأن فيها حلا لبعض المشكلات، وتوفير الملايين من الأموال، والخلاص من الانتخابات التي تصدع الرؤوس وتثير  البلبلة والنزاعات بين الناس .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى