
#فضيلة_التسامح
#موسى_العدوان
يروي الكاتب أدهم شرقاوي القصة التالية وأقتبس:
” يقول سائح : ركبت سيارة الأجرة ذات يوم متجها إلى المطار. وبينما السائق ملتزم بالمسار الصحيح، قفزت أمامنا سيارة بشكل مباغت. ضغط السائق الذي أركب معه على المكابح بقوة، فانزلقت السيارة بشكل مخيف، إلى أن توقفت على بعد خطوة واحدة من السيارة الأخرى. ورغم خطئه، ادار سائق السيارة المخطئ رأسه نحونا، وانهال علينا بالصراخ والشتائم !
فما كان من سائقي إلاّ أن ابتسم ولوح له بيده ! استغربت من فعله وقلت له : لماذا تبتسم له ؟ لقد كاد أن يقتلنا ! هنا لقني سائقي درساً لن انساه ما حييت، اسميته فيما بعد “درس الشاحنة “.
قال لي : كثير من الناس مثل الشاحنة الكبيرة، تدور في الأرجاء محملة بأكوام الإحباط والخذلان والهمّ في داخلهم، يفرغونها في أول مكان سانح ! فلا تأخذ الأمور بشكل شخصي أبدا. كل ما في الأمر أنك مررت لحظة إفراغها !
فقط ابتسم . . ولوّح لهم . . وتمنى أن يصبحوا بخير . . ثم امضي في طريقك . . واحذر أن تأخذ نفاياتهم معك لتلقيها على غيرك . . دع هذه النفايات تقف عندك . . فكل إنسان فيه ما يكفيه . . ! انتهى .
* * *
التعليق : هذه النصيحة تمثل درجة عليا من التسامح مع من يخطئ بحق غيره. فكم من مرةٍ نواجه في حياتنا اليومية، تصرفات خاطئة من قبل الغير، سواء في التعاملات اليومية، أو خلال العمل، أو حتى في السير على الطرق.
قد يكون المخطئ مهموماً بقضاياه المعيشية، أو لديه مريض يشغل باله، أو منزعج من مشكلة داخلية، فيصبح فكره مشغولا بأي مما سبق، الأمر الذي يؤدي إلى تشتيت انتباهه، ووقوعه في الخطأ دون قصد منه.
ولو صاحب الحق قابل من أخطا بحقه بجلافة، سيزداد التوتر ويقع الشجار بين الطرفين، وقد يصل إلى نتيجة لا تُحمد عقباها.
أما إذا قابله بالتسامح، فسيهدأ الموقف وسيخجل المخطئ، ويعتذر عن خطئه نادما على ما بدر منه، ومقدما الشكر له. وقد صدق المثل العربي الذي قال : ” المسامح كريم “.
التاريخ : 26 / 2 / 2025