(فضلى) الحلقة الأولى

(فضلى) الحلقة الأولى

#مصعب_البدور

في تلك #المسرحية التي لم يشهدها أحد، وفوق مسرح وهمي موجود في كوكب ١١١، وقف الواعظ بين الناس وقال: “عليكم بفضائل الأعمال”.

البطل: أنا صاحب تربية مثالية.

مقالات ذات صلة

أحد الآباء: عائلتي لم تقترف ذنبًا قط، أولادي ساعون في شؤون الناس، لا يقفون في الطريق ولا يعترضون مارًا، وبناتي الراقيات الواعظات العابدات…

موظف: ضميري الوظيفي يعمل بعناية متناهية، ولا أهمل أصغر التفاصيل.

أم: أنا استهلكت كل الفروض والنوافل، ولا أجالس السيئة، ولا أغتاب، ولا أشعر بالغيرة، ولا أقارن نفسي بغيري.

تلميذ: سل عني كل من حولي، تعرف أي نوع فريد أنا.

قاض: لا تنظر إليّ، بل انظر إلى العدالة كيف انتشرت على يدي.

وزير: جهودنا مشهودة، وطموحاتنا كبيرة، ومنجزنا حاضر.

مهندس: أما أنا فلا تسل، أطلق لبصرك العنان في الشوارع والأبنية، ترى حقيقة ما أفعل.

طبيب: عن الصحة، يا سيدي، لا تسل، لأن عافيتك من صنعنا.

قاتل مأجور: عليكم أن تشكروني، فأنا أخلّصكم ممن يعكرون صفو الحياة.

سائق: أنا أسمع كل همومكم، وإذا أردتَ الصدق، فاسمع لي، كل أسرار الفتيات عندي، وكل هموم الرجال هنا.

صانع: لا تتفاخروا علينا، تعالوا وتعلموا منا دقة المواعيد، وأمانة الصنعة، وإنجاز العمل بأفضل مواصفة.

إعلامي: إليكم أصدق الأنباء، اعتدت بناية غاشمة على القنابل المسكينة والدبابات الوادعة…

سياسي كبير: ***

الجميع: الكلام غير مفهوم، لم نسمع شيئًا.

التفت السياسي يمينًا فاختفى يمين المسرح، ثم نظر يسارًا فاختفى يسار المسرح، خرج السياسي فعاد كل شيء إلى طبيعته.

وقف الواعظ قائلًا: “ينعن**، طلعت الدنيا عمرانة وما في خربان إلا أنا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى