فشل النظام العربي وافلاسه

#فشل #النظام_العربي وافلاسه

#بسام_الياسين

“و قالوا ربنا إنّا أَطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا”. آية قصيرة تلخص معضلة امة. نخب اضلت شعوبها،وشعوب مذعنة حد الاستسلام.معادلة لا تحتاج الى عبقرية لتفكيكها،او ذكاء لترتيب حروفها، بلعبة الكلمات المتقاطعة.واقع عربي مأزوم ومهزوم،رغم المساحيق التجميلية وعمليات شد الوجه الدورية.اعادة دورة الزمان الى ما كانت عليه مستحيلة،والتغني بـرواية ـ وا معتصماه ـ بعد الف عام، ان كانت صحيحة،نكتة سخيفة.واقعنا مزرٍ،لا تخفى سوء تفاصيله.فظائع بلغت شدتها على مقياس الخراب درجات تدميرية عالية.مدن عامرة لفظت سكانها،و هشمت انسانها،جلَّ همه قوته.

انظمة لم يبق لها ما يسترها،عملاتها انهارت،ومواطن راح يبحث عن خلاصه الفردي،حتى لو كان على قارب موت. واقع مقلوب،عوضا عن جذب الاستثمار، رفع مداميك العمران، نشر الامن لزيادة الإنتاج ،خلق بيئة ابداعية،اعملت الانظمة فؤوس الهدم،وعبثت بجينات شجرة الحرية حتى صارت اشد مرارة من الزقوم التي تنبت في اصل الجحيم .شجرة لا يحط عليها طير،ولا يتفيأ ظلالها دابة.لان قناعة الانظمة، انه من الاستحالة ان تتعايش مع الحرية والديمقراطية،تداول السلطة.لهذا الغرض،فصلت نخباً على مقاسها.لتتحكم بالشعوب وتقدس الحكام وتخلدهم في السلطة،كما زورت مجالس الشعب لتكون ارجوحة تتلاعب فيها.

مقالات ذات صلة

الديمقراطية،الحرية،تداول السلطة،كلمات غير موجودة في قاموس النظام العربي السياسي،حتى غدا اقتراب العامة من السياسة لعنة،كاقتراب سيدنا آدم من الشجرة المحرمة التي اخرجته من الجنة،فمن يلعب بالسياسة، يُحرم من حقوقه المدنية لا وظيفة ولا سفر ولا هوية،هذا اذا لم يتعفن في زنزانة.

المطلوب شعوب طيعة كالعجينة،يجري تشكيلها حسب الطلب،وتسير كقطيع نعاج بتلويحة عصا.فهوينا للدرك الاسفل.بالمشرمحي،انظمتنا طاردة لاهلها،بعد ان باتت باتت اعجز من تأمين اللقمة لها.على المقلب الاخر،لا زالت تمعن في في اذلالها. فالاجهزة الغامضة هي الحاكمة المتحكمة،بكل صغيرة وكبيرة.ما دونها مجسمات كرتونية مهما حملت من اسماء براقة. فيما المواطن خائف على وجوده،ولا شيء يوحي بالامل في افقه،حاله حال عصفور نتفت الاجهزة ريشه،واقتلعت الشجرة التي يبني عليها عشه،ففقد ما فوقه وما تحته.

مفكر غربي قال مؤخراً :ـ ان اعظم ما فعله محمد ( ص ) صهر العرب في امة واحدة،بعد ان كانوا قبائل متناحرة.فانتصروا على الروم في اليرموك،وعلى الفرس في القادسية.لهذا يجب الابقاء عليهم نياماً.فالعرب امة لا تموت.هي شابة متجددة و روحها الاسلام، فيما انجلترا العجوز تتفكك، وفرنسا تتسول و المانيا عاقر.لاجل هذا، خلقت الدولة العميقة في امريكا بمساعدة اسرائيل الماسونية،وكالة المخابرات الامريكية،نُخباً سياسية،اقتصادية،اعلامية عربية،لإستدامة تنويم الامة واطالة اقامتها في غرفة العناية المشددة.

فهل عرفتم لماذا تعجز امة الاربعمائة مليون عربي،عن حماية مسجد يقوم على بضعة دونمات أمَّ في رسولنا الانبياء،ومنه عرج للسماء.

.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى