فشخرات بالعربية الفصحى
يوسف غيشان
عوامل موضوعية متعددة وأخرى ذاتية نابعة من #طبيعة #البدوي #الشجاع الكريم ، جعلت من #الشخصية #العربية تركيبة عجيبة غريبة تتعايش فيها البساطة مع التعقيد، والشجاعة مع الجبن، والغرور مع التواضع، والتعالي مع الضعة، والشوفينية مع العالمية.
بشكل عام، تشكل قناعات كل جيل مشكلة، لا بل منظومة من المشاكل، للجيل التالي وربما للأجيال التالية، إذا فشل الجيل الأول في التخلص من متطلباتها التي تعيق عملية التنمية بكافة جوانبها. أما نحن …أقصد جيلنا أو أجيالنا من أولئك الذين تجاوزوا الخمسين سنة بصعوبة غير بالغة، فقد حملنا جميع ما تبقى من المشاكل التي تركتها لنا الأجيال السابقة.
حملنا جميع مافشلت الأجيال اللاحقة في التخلص منه من عقد وتعقيدات، وتحولت هذه بفعل الزمن الى قيم وعادات وتقاليد، وصارت جزءا من نسيجنا الإجتماعي ومن مفاهيمنا ووجهة نظرنا في الحياة بشكل عام.
نحن، حملنا جميع #فشخرات #العربي، منذ ذلك الرجل الذي مد رجله في سوق عكاظ وتحدى من يجروء على قطعها، الى أن مر من عنده من هو أكثر فشخرة منه، ف (عزّت نفسه) عليه أن يترك قدم الرجل ممدودة في طريقه فقطعها، بلا هوادة.
حملنا الفشخران من ذلك الرجل مرورا بإنشاء الإمبرطورية العربية و (العرب خير أمة…) و (…. بني الأصفر الممراض…) و (نحن أعرب الناس….)، وليس انتهاء بمنظومة قيم الدولة العثمانية.
منظومة قيم الدولة العثمانية، لم نتته مع انحسارها، بل بقيت هذه القيم التي نعرفها جميعا ونتمثلها جميعا وإن شذ بعضنا عنها قليلا ثم عاد، من هذه القيم:
- امشي اليحط الحيط….
- بوس الكلب على …..
- الكف ما بتناطح مخرز…
- اللي بتجوز امي…..
المشكلة أن الجيل الحالي حاول التمرد على هذه الأقانيم الحمقاء ورفع راية التمرد ضد التسلط والديكتاتورية، لم يجد من يدعمه أو يقوده الى التغيير الى الأفضل. لا بل ان معظم الأحزاب التقليدية من اليسار واليمين والقوميين تآمروا عليه مع الأنظمة واعتبروه مجرد مؤامرة اجنبيه وهزموه وحطموه نفسيا، أو حاولوا على الأقل.
هذا ما ترك الساحة للتطرف الأهوح الذي قد يدمرنا ويدمر نفسه، إذا لم نقف جميعا – صفا واحدا-ضده.
وتلولحي يا دالية
ghishan@gmail.om