سواليف
بعد أيامٍ من الغموض حول وضعه الصحي، والجهة التي نُقل إليها للعلاج، نقلت إذاعة فرنسا الدولية، عن وزير خارجية فرنسا جون إيف لودريان، تأكيدَه أن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر يتلقَّى العلاج في مستشفى عسكري بضواحي العاصمة باريس. وخلال إفادة أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي، قال لودريان خلال اجتماع مغلق، إن “القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر يتلقَّى العلاج في مستشفى عسكري بضواحي العاصمة باريس، وإن حالته أفضل”، وذلك رداً على استفسار أحد النواب، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول أسباب مرضه.
“مجرد شائعات”
وكان موالون لحفتر قد نفوا هذه الأخبار، معتبرين أنها مجرد “شائعات، وأن حفتر بصحة جيدة، ويتابع العمليات العسكرية بدرنة”، قبل أن يقرُّوا بأنه يخضع للعلاج في باريس، ولفحوص معتادة، بعد شعوره بوعكة صحيّة أثناء جولة خارجية، متوقعين عودته إلى ليبيا قريباً. كما نفى خليفة العبيدي، مدير المكتب الإعلامي بالقيادة العامة للجيش الوطني الليبي، الذي يتزعمه حفتر في بنغازي- هذه الادعاءات، واصفاً إياها بالأخبار الكاذبة التي اختلقها خصوم حفتر، في حين استعان مساعدو حفتر بصورٍ غير مؤرَّخة لقائدهم وهو يتفقَّد القوات داخل ليبيا. لكن جهات إعلامية -مثل صحيفة لوموند وقناة فرانس 24 الفرنسيتين- قالت إن حفتر، الذي يبلغ من العمر 74 عاماً، قد أُصيب بسكتة دماغية بالفعل. وأفادت التقارير بأن حفتر نُقل من الأردن إلى باريس، مطلع شهر أبريل/نيسان 2018. وأكدت بعض المصادر الطبية المختلفة، أن المشير الليبي نُقل إلى العاصمة الفرنسية بعد أن تعرَّض لوعكة صحية، لكنها ذكرت أن حالته الصحية تتحسَّن، وأنه ليس في حالة حرجة.
ماذا يعني غياب حفتر؟
غياب حفتر عن الحياة العامة لفترة ممتدة، أو الشكوك حول قدرته الصحية، من شأنهما أن يسبّبا المزيد من الفوضى في الوضع السياسي الليبي، الذي يعاني فوضى عارمة بالفعل. ويُعد حفتر مدعوماً بقوة من مصر والإمارات. ويحقق الجيش الوطني الليبي، الذي يقوده حفتر ويتمركز إلى حدٍّ كبير في شرقي ليبيا، تقدماً عسكرياً ثابتاً، ولكنه يَلقى انتقادات؛ لاستخدامه أساليب وحشية في بلدٍ يعاني ويلات الحرب الأهلية تقريباً منذ الإطاحة بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011. ويُعد حفتر هو الخصم الأبرز للحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة، وتتمركز في مدينة طرابلس بقيادة فايز السراج. ومع ذلك، استُقبل حفتر في كلٍّ من العاصمتين الفرنسية باريس، والإيطالية روما كطرفٍ مهمٍ في الحوار مع الغرب، الذي يحاول إنهاء الحرب الأهلية في ليبيا والسيطرة على تدفق المهاجرين من الساحل الليبي إلى إيطاليا. وقال المتحدث باسم حفتر، إن هذه التقارير اختُلِقت بواسطة أولئك الذين يخشون من تحقيق الجيش الوطني الليبي تقدماً عسكرياً في البلاد، وضمن ذلك استعادة سيطرته على مدينة درنة. وسلَّط تقرير للأمم المتحدة يوم الثلاثاء 10 أبريل/نيسان 2018، الضوءَ على الأوضاع المضطربة في ليبيا، قائلاً إن الجماعات المسلحة في ليبيا كانت تحتجز آلاف الأشخاص بشكل تعسفي غير قانوني فترة طويلة، وتُعرِّضهم للتعذيب وأشكال أخرى من التجاوزات وانتهاكات حقوق الإنسان. ويقود حفتر قوات متحالفة مع حكومة طبرق، المنافسة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، التي تتَّخذ من العاصمة طرابلس مقراً لها.
عربي بوست