فرح مرقه: سوبرمان كندا يستقبل اللاجئين بـ”طلع البدر علينا” والأردني لا يعرف متى أتوا.. لماذا لم يحاكم العجوز ترامب بقضية “كراهية”؟.. شيرين في The voice تذكرنا بقضايا موحّدة ونحن نبحث عن ما يفرّقنا في فيروز.. وحين يجلس الاردنيون في “عصفورية” ينتقدهم الجميع..

دفء كندا وبرد عمان..
لا يمكن تصديق ما يقوم به الكنديون تجاه اللاجئين السوريين من حفاوة ومحبة واناقة بالنسبة لمواطن عربي “لا يطيق نفسه” بالغالب، خصوصا مع فيديوهات وتقارير تناقلتها كل التلفزيونات، وبدأ الاردنيون يتعاملون معها كمادة لنقد بلادهم وطريقة استقبالها للاجئين، “فجأة”.
الرئيس الكندي الوسيم الذي لا تمّحي صورته وهو يرتدي مع اطفاله رداء “سوبرمان” من مخيلتي، وتعمقّها تصرفاته، كان باستقبال “الدفقة الأولى من اللاجئين” وتجهز وهيأ بلاده المهيأة أصلا للاستقبال وبدأ الأطفال بشدو “طلع البدر علينا” بصورة اوبرالية عذبة، في الوقت الذي لا يعلم الاردني كيف يحيا لاجئوا الزعتري في فصل الشتاء، لانشغاله بأطفاله، ولا يعرف متى بدؤوا بالتدفق إلى حدوده بالضبط.

للحق والعدالة، كندا استقبلت اللاجئين بتوقيتها وتبعا لكل اجراءات المطارات الامنية، في الوقت الذي استقبل فيه الاردن اللاجئين تابعا لظروف حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، وبدأ بمقاسمتهم مؤونته الشحيحة، ونعلم ذلك جيدا، إلا ان كل هذا لا ينفي ان استقبال السوريين في كندا كشف على الاقل عيوبنا النفسية المرضية، والتي قوامها للامانة ان “فاقد الشيء لا يعطيه”.
إذ لا يمكن لأردني ان ينادي سوريا بالاردني الجديد وهو لا يشعر انه في بلد تحترمه كأردني قديم اصلا، بينما يستطيع الكندي ببساطة ان يرحب بالكنديين الجدد الذين لن يقاسموه مخصصاته، ولن يزيدوا الاسعار عليه، ولن تتحجج بهم حكومته لاجراء اي اصلاحات سياسية او اقتصادية.
في الاردن لم يعتد المواطن الدفء بالغالب، وفاقد الشيء لا يعطيه، وهنا تحديدا لا ابرر اي خطاب كراهية ضد اي شخص او جماعة، قدرما احاول ان اشرح اسباب “ظلم” المعادلة.
**
لماذا لم يحاكم ترامب؟
في ظلم لترودو عقدت France24 مقارنة عرجاء بينه والجمهوري المريض المرشح لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب، وكيفية التعامل من جانب كل منهما مع اللاجئين السوريين.
العجوز ترامب والذي يظهر انه لا يدرك في اي عصر او زمان هو، ليحمل على واحدة من يديه طائرا جارحا وهو يقرر ان على بلاده منع المسلمين من الدخول اليها، بطريقة استعراضية بائسة، لا يمكن لها ان تقل عن خطاب كراهية يجب محاكمته عليه.
في دولة القوانين من المفترض ان يحاسب من يضر بمصالح فئة في المجتمع ويحرض ضدها، إلا اننا مجددا امام ازدواجية في المعايير تشبه اقل دولة في التقدم والتحضر، لا يحاكم فيها السياسي كما يحاكم رجل الشارع.
**
شيرين والهوية الموحّدة
“مش معقولة” الفنانة المصرية شيرين وهي تتحدث على شاشة MBC في البرنامج الغنائي الاكثر شهرة اليوم The Voice، عن مشترك عربي لديه اشكالات في الهوية والجنسية والعبور، لتظهر- مع كل احترامي لرأيها- وكأنها من المريخ.
الجميلة المشاكسة شيرين، قررت خلال ثلاث دقائق شاهدت فيها الحلقة ان تتحدث على اكثر من 3 مواضيع سياسية وجدلية واشكالية في العالم العربي الامر الذي جعلني “اصفن” فعلا وأنا افكر بما يفعله الساسة من “فذلكات” مقابل ما يقوله الفن بمدة قياسية.
السوري في “ذا فويس″ والذي لا يحمل جنسية ولا هوية ولا يستطيع عبور اي مكان لاي مكان اخر، حرّك شيرين وجعلها ببساطة تطالب بوحدة عربية تجعلنا نسأل: هل هناك “موحّد” اساسا في العروبة؟.. وان كان هناك موحّد كيف اليوم بتنا نرى العرب يقتلون العرب ويتحدث عنهم عرب؟.. لست أدري.. ولكن ما اعرفه أن رسالة الفنّ باتت اصدق.. وان لم يصدّقها كثر..
**
المساس بشخصية “فيروز″..
لم ينس احد بعد كل الفيديوهات التي تداولتها القنوات المختلفة، ممجدة فيها الارزة اللبنانية فيروز في عيدها الثمانين، ليأتي شخص يكتب عنها جنونا فيشعل المواقع مجددا بالعملاقة الارزة.
لم استطع حفظ اسم الرجل الذي كتب عن قامة تميّزت بصوتها كفيروز، رغم ان روسيا اليوم قامت ببث الخبر بعدة طرق وايحاءات، ولكني اعرف تماما انه منحني المزيد من الامل بأن هناك ما نجتمع عليه كعرب، وما علينا التشبّث به وعدم التخلي عنه حتى وان كانت فيروز “تحب الرئيس السوري بشار الاسد” أو تشرب ما تشربه من كحول، فما يهمنا في الحقيقة أنها فيروزنا من لا تزال تصدح، وتشعرنا كل صباح بأنا لا زلنا على قيد الأمل.
لا ادري لم علينا قولبة الاشياء الجميلة في حياتنا.. ولماذا نقوم بالكثير من الجهد لضرب مساحات روحنا المرتاحة.
**
أردنيون في العصفورية..
مسلسل أردني جديد تحت عنوان “العصفورية” بدأه شبان اردنيون وبصورة تشابه تلك المتبعة في سلسلة “عيلة 5 نجوم” السورية، وتبثه اليوم قناة رؤيا.
بطبيعة الحال لم احضر المسلسل قبل ان اشاهد الكم الهائل من النقد على ما يتم تقديمه، واللوم للناشط على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” عمر زوربا، بسبب تمثيله في المسلسل “الخفيف اللطيف” والذي فيه شخصيات متنوعة تحيا في مستشفى للمجانين.
رأيي الفني في المسلسل انه فعلا لطيف، وان اخذه ببعض العمق قد يوصلنا لكثير من الامراض النفسية لدينا، وانه يعكس الكثير من طريقة الاردنيين في التعامل مع التفاصيل من الهالة التي يشكلها اليساريون حول انفسهم، الى مخاوف اللاجئ، وحتى الاحكام المسبقة على الاشخاص ونظرة الموظف المتسلق للاخرين.
ببساطة وبرأيي أبدع اسحاق الياس وعمر زوربا الذين اعرف مباشرة شغفهما في ما يقدمانه مع الفريق، كما تقوم رؤيا على عرض حلقات من مسلسلات أردنية تسهم في كسر حاجز “وجود دراما اردنية”.
لا ادري لم علينا الاغراق في لوم اي ناجح، والمبالغة في ازدراء ما يقوم به.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى