فتاوي سياسية
يسار خصاونة
عند تعويم العملات ترخص قيمة المال ، وعند تعويم المعلومة ترخص قيمة الكلمة ، وفي عصر الانفتاح الالكتروني تم تعويم المعلومة حتى بدت المعلومات بأيدي من لا يعرف معناها وأبعادها ، فأصبحنا ندّعي أننا نفهم في الطب ، والهندسة ، والسياسة ، والشعر ، والرسم ، فنحن نعرف كلّ شيء ما دامت المعلومة من السهل امتلاكها ، و حين اخترع كولت المسدس .. قال اليوم يتساوي الشجاع والجبان ، وعندما اخترع مارك الفيسبوك قال .. اليوم يتساوي الجاهل والعالم ، واليوم نحن نعيش هذه الفوضى التي ليس من السهل ضبط عابثيها فما أن نسمع بخبر طبي أو سياسي أو اقتصادي حتى نهرع إلى الفيس ونقرأ ما كتب الآخرون ونقوم بإرسال الفتاوي ، وآخر صيحة سياسية محلية كانت الطلب من وزيرين بالإستقالة ، فامتلأ الفيس بالفتاوي بين مؤيد ومعارض ، وأنا شخصياً أقول إن الاستعجال بالفتوى من غير الاختصاص عبثٌ صارخ ، و الاستعجال من ذوي الاختصاص هجوم فاضح ، وكأننا دون مرجع نعود إليه ونطمئن لقوله ، فقضية الصواب أو الخطأ أمرٌ على الحكومة أن توضحه للمواطن وذلك من واجبها ، ومن حقه عليها حتى لا تكثر الفتاوي بيننا