نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا أعده جيمس بوليتي، قال فيه إن فاطمة التي كانت جالسة على مقعد في ساحة صغيرة في وسط ديربورن القريبة من ديترويت بولاية ميتشغان، لم تتخذ قرارا بشأن #التصويت لكامالا #هاريس.
ففي مدينة ديربورن، يوجد #مجتمع_عربي_أمريكي كبير له تأثير على ساحة #المعركة_السياسية في ولاية #ميشيغان.
وقد صوتت الشابة البالغة من العمر 24 عاما، والتي رفضت ذكر اسم عائلتها، لصالح جو بايدن في عام 2020، لكنها كانت في حالة ذهول بسبب عدد القتلى الفلسطينيين الفادح في #غزة والضربات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، وهي غير متأكدة مما إذا كانت ستدعم الديمقراطيين في #الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/ نوفمبر.
وقالت فاطمة إن هاريس قد تكون “ربما” أفضل من بايدن، الذي يرى الكثيرون في ديربورن أنه يدعم سلوك إسرائيل في غزة بشكل مفرط، لكن الأمر سيعتمد على ما سيحدث في الأسابيع المقبلة. وقالت: “إذا تمكنا من إعطاء الفلسطينيين الأمل أو الراحة، فهذا هو السبب الوحيد الذي يجعلني أصوت لها”.
ومنذ إطلاق حملتها الانتخابية للبيت الأبيض ضد دونالد ترامب في 21 تموز/ يوليو بعد انسحاب بايدن من السباق، نجحت هاريس في تحميس أجزاء كبيرة من القاعدة الديمقراطية التي ستكون حاسمة لتأمين فوزها في الانتخابات الرئاسية، من الناخبين الشباب، إلى النساء، والأشخاص الملونين.
ولكن بالنسبة لأولئك الذين يرون الحرب في غزة باعتبارها القضية الحاسمة للحملة، والعديد منهم يتركزون في جنوب شرق ميشيغان حيث انعدام الثقة في الحزب الديمقراطي الآن عميق، هناك حذر من المرشحة الجديدة للحزب.
ونقلت الصحيفة عن عبير، وهي امرأة مسنة خارج متجر بقالة محلي في ديربورن قولها إنها تندم على التصويت لصالح بايدن في عام 2020، وليس لديها “أي فكرة” عما ستفعله في تشرين الثاني/ نوفمبر: “يميل معظم مجتمعنا نحو الحزب الديمقراطي، لكن معظمهم يشعرون أنهم لا يريدون التصويت”. وأضافت: “كنت سأبقى على الهامش وأراقب، ما لم توضح هاريس موقفها بشأن هذه القضية بأن هذا الشيء يجب أن يتوقف”.
وعلى الرغم من أن هاريس لم تؤيد أي تحول في سياسة بايدن تجاه إسرائيل، إلا أنها سعت إلى إبعاد نفسها عن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء. ولم تحضر خطابه المشترك أمام الكونغرس في واشنطن الشهر الماضي، والتقت به بشكل منفصل عن بايدن. وبعد ذلك، قالت إن التزامها بأمن إسرائيل “ثابت”، لكنها لن “تلتزم الصمت” في مواجهة معاناة الفلسطينيين.
وبحسب جيمس زغبي، مؤسس المعهد العربي الأمريكي، فإن هاريس بذلت منذ بداية الصراع ،المزيد من الجهد “للتواصل” مع المجتمع العربي. وتوقع “أنها ستستعيد الكثير من الأشخاص الذين كانوا مترددين أو منزعجين من الإدارة”، لكنه أضاف: “عليها أن تحافظ” على موقفها.
ومن المرجح أن يكون ضبط رسالتها بشأن الشرق الأوسط التحدي الأكبر في السياسة الخارجية لحملة هاريس. ففي يوم الأربعاء، بعد وصولها إلى مطار ديترويت لحضور تجمع انتخابي كبير، أجرت هاريس ما وصفه مساعدوها بأنه “مشاركة موجزة” مع النشطاء، الذين قادوا أكثر من 100 ألف شخص في الولاية للتصويت بـ”غير ملتزمين” في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بدلا من بايدن في وقت سابق من العام، في ردة فعل قوية ضد البيت الأبيض.
وبدت ليلى العبد، إحدى قادة الحركة، في حالة عاطفية عندما أخبرت هاريس أنهم يريدون دعمها، لكنهم بحاجة إلى سياسة في غزة من شأنها “إنقاذ الأرواح الآن”، بما في ذلك حظر تصدير الأسلحة لإسرائيل.
ولكن بينما خرج النشطاء بانطباع بأن هاريس منفتحة على مناقشة إنهاء نقل الأسلحة إلى إسرائيل، أزال فيل غوردون، مستشارها للأمن القومي، وهمهم صباح يوم الخميس.
وكتب على منصة إكس: “ستضمن دائما أن تكون إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها ضد إيران والجماعات الإرهابية المدعومة من إيران. إنها لا تدعم حظر الأسلحة على إسرائيل. ستواصل العمل لحماية المدنيين في غزة ودعم القانون الإنساني الدولي”.
علاوة على ذلك، خلال تجمع ديترويت، قاطع المتظاهرون هاريس مرارا وتكرارا وهم يهتفون: “كامالا كامالا، لا يمكنك الاختباء، لن نصوت للإبادة الجماعية”.
ردت في البداية قائلة: “أنا هنا لأننا نؤمن بالديمقراطية. صوت الجميع مهم”. لكنها قالت لهم لاحقا: “هل تعلمون ماذا؟ إذا كنتم تريدون فوز دونالد ترامب، فقولوا ذلك. وإلا، فدعوني أتحدث”. وهتفت لها الغالبية العظمى من الحشد.
بعد الحدث، قالت المتظاهرة زينب حكيم (21 عاما) إن هاريس “لم تبد احتراما قط”. وقالت: “أسمع هذا الخطاب كثيرا: أنت ملونة، أنت مسلمة، أنت فلسطينية، هل تعتقدين أن حياتك ستكون أفضل تحت حكم ترامب”.
وأضافت: “لكن بالنسبة لأصدقائي الفلسطينيين، إذا كان أقاربهم وشعبهم يتعرضون للمذابح في عهد بايدن وربما في عهد كامالا، فهذا ليس أفضل بالنسبة لهم”.
ويوم الجمعة في أريزونا، بعد أن تعرضت للمقاطعة مرة أخرى، قالت هاريس: “لقد كنت واضحة. الآن هو الوقت المناسب للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنجاز صفقة الرهائن. الآن هو الوقت المناسب”.
ولو حاولنا النظر للأمر بطريقة حسابية، فإن أي انشقاقات داخل القاعدة الديمقراطية التقليدية يمكن أن تساعد ترامب، وتحدث فرقا في ولايات ساحة المعركة المتوازنة للغاية بما في ذلك ميشيغان.
ولكن بالنسبة لمعظم الناخبين، فإن غزة ليست القضية الوحيدة في الانتخابات. إذا كان أداء هاريس قويا بما يكفي بين الناخبين الديمقراطيين والمستقلين والمترددين، فقد تكون قادرة على تحمل بعض الخسائر بسبب الصراع في الشرق الأوسط. إن إظهار الصلابة ضد المحتجين يمكن أن يساعدها في صد الانتقادات من اليمين بأنها ليبرالية للغاية.
إن ما يحدث دبلوماسيا في الشرق الأوسط قد يكون مهما أيضا لآفاقها في هزيمة ترامب. وتحاول واشنطن، جنبا إلى جنب مع مصر وقطر، المساعدة في التوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن يوقف الحرب بين إسرائيل وحماس، ويؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين في غزة، والأسرى الفلسطينيين الذين تعتقلهم إسرائيل.
وقال كايل كونديك من مركز السياسة بجامعة فيرجينيا: “أعتقد أنها تحاول جعل منتقدي سياسة الإدارة بشأن إسرائيل وغزة يشعرون بأن كلامهم مسموع، لكنها أيضا لا تبدو ميالة إلى الضغط من أجل ما يريده بعض الناشطين، أي حظر مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل”. وأضاف: “ربما تجعل الحقيقة البسيطة أنها ليست بايدن على الأقل بعض منتقدي الرئيس أكثر تقبلا لها”.
ومع ذلك، فإن مهدي كازان، الذي يدير محلا لبيع الآيس كريم في ديربورن باق على الحياد. وهو ناخب سابق لترامب، صوّت أيضا لصالح باراك أوباما في الماضي، ويميل إلى الحزب الجمهوري مرة أخرى، لكنه يرى أن هاريس “مناسبة لمنصب” الرئيس أيضا. وقال: “يتعين علي أن أشاهد المناظرات وأرى أيهما أكثر منطقية”.
ويترك صمت هاريس بشأن الشرق الأوسط والسياسة الخارجية بشكل عام على مسار الحملة الانتخابية علامة استفهام لدى البعض في ديربورن.
قال دو، أستاذ الهندسة البالغ من العمر 72 عاما والذي لا يزال غير متأكد من هوية المرشح الذي سيصوت له: “نحن لا نعرف أي شيء عنها. ماذا ستفكر بشأن غزة؟ ماذا ستفكر في الغزو الروسي لأوكرانيا، وماذا ستفكر في العلاقة مع الصين، والوضع الاقتصادي بأكمله؟ عليها أن تخبر الجمهور”.
لكن فاطمة واضحة أنه على الرغم من أنها غير متأكدة من هاريس، إلا أنها لن تصوت أبدا لترامب. وقالت: “أعلم أنه ضد وقف إطلاق النار، وأعلم أن جرائم الكراهية ستكون أسوأ أيضا”.