فاسد يا جاج!!!
أثارت قضية الدجاج الفاسد الذي قامت إحدى الجمعيات الخيرية بتوزيعه على الفقراء في محافظة الكرك الرأي العام الأردني!!!
و خلال ثمان و أربعين ساعة تمّ الكشف عن تفاصيل و ملابسات القضية و ضبط 66 طن من الدجاج الفاسد و توقيف التاجر الجشع الذي حاول التهرّب الضريبي من خلال حصوله على إعفاءات ضريبية بهذه الحيلة الرخيصة… 🙁
السؤال الذي يطرح نفسه بعد شكرنا للأجهزة الأمنية التي قامت بالمتابعة الحثيثة للقضية هو التالي: لقد تم ضبط 66 طن من الدجاج الفاسد في غضون ساعات؛ فكيف لا يتم القبض على أطنان الفاسدين الذين نهبوا و سرقوا و أساؤوا استخدام موارد هذا البلد الفقير و مُقدّراته منذ سنين….؟؟؟
أيّهما أهم لدينا القبض على الدجاج الفاسد النتن أم سجن النتنين من الفاسدين الذين يسرحون و يمرحون بالملايين و المليارات….. ؟؟؟
صحيح أنّ هذا الدجاج فاسد الطعم و الرائحة؛ لكنّه يمكن أن يكون نافعاً لبعض الجياع الذين لا تعنيهم الطعمات و لا النكهات ف “كُلّه عند العرب جاج” ؛ أو على الأقل يُمكن استخدامه لإطعام القطط و الكلاب… 🙁
أمّا المسؤولون الفاسدون فلا نفع يأتي منهم سوى المزيد من الدجاج الفاسد، و القمح الفاسد، و السمك الفاسد، و التعليم الفاسد و الشوارع الفاسدة… حتّى بات الفساد الجزء الي لا يتجزّأ من إرثنا الثقافي و هويّتنا الوطنية؛ فالفساد في بلادنا أضحى من عجائب الدنيا السبع كالبتراء أو ربّما أكثر شهرة 🙁
يعني في المحصّلة يُمكن أن يعود علينا هؤلاء الفاسدون بالنفع في الحفاظ على هذا الكنز و التراث النادر الذي جعلنا كالشامة بين الأمم… فنرجو من حكومتنا عدم توقيفهم و “خلّيهم يسرحوا و يمرحوا و يبرطعوا…” 🙂
فوالله لو أمسك الشعب بهؤلاء الفاسدين لأكلهم أحياء أو أموات؛ بريشهم أو “منتوفين”؛ بمصارينهم و قوانصهم و أكبادهم أو “منظّفين” 🙁 لأنّهم نتفوا ريشنا و “فقعوا” مراراتنا و فلقوا أكبادنا… 🙁
و فاسد يا جاج…فاسد 🙂 و الله أعلم و أحكم
