سواليف
الأجهزة الأمنية في إسرائيل تستعد للعمليات الأكثر فتكا والتي تعجز عن توقعها ووقفها هي الأخرى، وتسوق المؤشرات على قرب وقوعها.
أظهر استطلاع للرأي نشر نتائجه موقع “والا” الإخباري الإسرائيلي أن 61% من الإسرائيليين فقدوا شعورهم بالأمن الشخصي، وقال 71% منهم إن ثقتهم اهتزت في قدرة الحكومة الإسرائيلية على معالجة الوضع الأمني الناجم عن تواصل العمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين منذ ثلاثة أشهر.
مثل هذه النتائج تظهرا وجود شرخ كبير في الثقة التي كان يتمتع فيه رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو” قبل انطلاق الانتفاضة الحالية، وكان هذا مثار بحث وتحليل للعديد من الصحف والمواقع الإخبارية الإسرائيلية التي طرحت سؤال عن الحالة التي سيكون عليها الشارع الإسرائيلي إذا ما قررت الفصائل الفلسطينية الدخول وبقوة في هذه الانتفاضة وبصورة واضحة وأكثر عنفا؟.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، نقلت من جهتها عن مصادر امنية إسرائيلية تأكيدها على أن حركة حماس قررت الانتقال لمرحلة جديدة من الانتفاضة الحالية بالأراضي الفلسطينية، متمثلة بالعمليات المسلحة و”الانتحارية” من خلال ما وصفها بـ”الخلايا النائمة” في الضفة الغربية”، بحسب الصحيفة.
وتقول الصحيفة: “إن حماس تهدف للمس بشخصيات إسرائيلية كبيرة بالمستويين السياسي والعسكري، وضرب أهداف إسرائيلية تم تحديدها بصورة مسبقة، وأن كشف الخلية الأخيرة لحماس بمدينة القدس ضمن هذه التعليمات التي أصدرتها حماس لعناصرها بالضفة”.
ويقول مراسل الصحيفة للشؤون الأمنية “ليئور ليفي”: إنه “بالرغم من اكتشاف خلية حماس الأخيرة بالقدس، فإن حماس ستواصل بذل جهودها لتنفيذ هجمات مسلحة، تشمل وضع عبوات ناسفة أو عمليات “انتحارية” وأن الخلايا القادمة لن يتم كشفها لأن عناصرها ليس لديهم ماضٍ أمني يمكن المخابرات الإسرائيلية من تعقبهم، أو الشك فيهم من الأساس”.
وقف العمليات غير ممكن
وفي سياق متصل، قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إنه “من غير الممكن في المرحلة الحالية إخضاع موجة العمليات الفلسطينية، لأنها تتركز في منفذ وحيد يقترب من حاجز عسكري إسرائيلي، رغم وجود جهود تبذلها الجهات الأمنية الإسرائيلية لإحباط نشاط خلايا فلسطينية مسلحة”، وقال مراسل الصحيفة للشؤون العسكرية “نوعام أمير”: “لولا نجاح هذه الجهود فربما كنا عالقين في انتفاضة من العمليات الانتحارية القاسية في قلب إسرائيل”.
وأضاف “رغم أن حماس مصابة بنصيب وافر من الردع الإسرائيلي منذ تأسيسها، وباتت ضعيفة عسكريا وسياسيا، فإن باستطاعة “إسرائيل”، عبر الحوار مع محمود عباس، تدمير حماس دون إطلاق رصاصة واحدة، وهو ما يتطلب من رئيس السلطة الفلسطينية القيام به أيضا ضد حماس للاقتراب من “إسرائيل”، لكنه تعب ويائس”.
وختم بالقول إنه “دون ذلك فإن الجيش الإسرائيلي سيبقى يرى في أحداث الضفة الغربية تحديا أمنيا حقيقيا، مما يضطره لنشر المزيد من قواته العسكرية فيها، من أجل إحباط هذه الموجة المستمرة من الهجمات الفلسطينية، ويأمل من خلال المزيد من العمل والاستخبارات وضع حد لهذه الموجة، والقضاء عليها كليا في مرحلة لاحقة”.
قدس برس