غيبوبة حياة / محمد الحراسيس

غيبوبة حياة

لا شيء سوى نافذة مطلّة على داخل هذه الحجرة التي تلفني جدرانها كما الجثة التي يحتويها تراب الارض ؛ يحفظ مَن فوقها من جيفتها ، نافذة مطلّة على كل ما يحتويه هذا القلب من دماء ضجّت بأنفاس صاحبها ، وكأنها تستكثر استمراره بمشاركة العالم بعض الهواء كأنه عبث ولا جدوى من استمراره بمزاولة الحياة فوق سطح هذه الارض العفنة بما تحتويه بداخلها .. قد تكون لمن بالداخل نافذة للعالم الخارجي إن أحسن النظر وقدر كيف يبصر .!

رحلة بالعمر هي انتقال في حيز الزمان من الوجود نحو البقاء على قيد سجل هذه الحياه لمجرّد الحياة . سفر وتجوال بين أن تكون شيئا ما وبين أن تنتظر من يشاهد سقوط ورقة تحمل اسمك في سماء لا يحدّها شيء لتتلاشى ذات الورقة في لا مكان حيث الزمن متغيّر لا تعني قيمته الكثير لمن يراقب ، فهو ايضا لا محالة ستسقط ورقته يوما ما وسيظهر عريّ أغصان هجرتها أوراق من قبله ،

وعندما ينكشف وجه السماء على سطح الارض دون تزييف لواقع يفصل بينهما ودون اختباء خلف بشر يتم حصدهم موسميًّا كلما دبّ بأحدهم وهم البقاء سعيًا لفصل الخلود .

مقالات ذات صلة

حفاظا على تواصل الافكار قد يضطر المرء أثناء سرد الحديث للتغاضي عن نصوص تفوق قيمتها أفكاره وزنا وطولا ..

كأن تراقب سقوطك من إحدى القمم منشغلا عما ينتظرك من اصطدام بجمال اختلاف الابعاد حيث تتلقّاها عينيك ، كلاهما حقيقة … السقوط واختلاف الابعاد ؛ ولكن الاندهاش ..كل الاندهاش لا يكون إلا حين تستيقظ من حلمك مدركا بأن كل ما كنت تعيشه وكل تلك المشاعر مجرّد بخار تصاعد ذات ليلة أثناء نوم أو في خضم غيبوبة كتلك التي نحياها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى