غياب الوعي و المعرفة وجدلية الارهاب الفكري والتطرف
منذ سنوات قليلة اخذ العالم اجمع يعترف بوجود الارهاب والتطرف والانحراف عن القيم السامية ابتداء من الدين وانتهاء بالاخلاق والقيم الاجتماعية وهذا لم ياتي بسبب تفهم المجتمعات للارهاب بل لما له من نتائج قاسية على المجتمع والدولة والفرد حيث نال الارهاب والتطرف من اجزاء كثيرة من الكون سواء بحرا او برا او جوا ولذلك بسبب تعدد الادوات التي تستخدم لتنفيذ هذه الافعال المشينة والمخزية والحاطة من كرامة وحياة الافراد فقد عزا الباحثين والمفكرين والدارسين لهذه افات ان اسبابها لم تكن محظ الصدفة او مجرد تفكير عابر ادى الى ان يكون هناك اغتصاب للدين او المعرفة او تعدي على حرية الانسان في الحياة او اي سلوك اخر
ان المتمعن في هذه الافات يجد ان هناك ما وراء تلك الافعال وربما يرجع الى غياب الوعي الحقيقي لما قد يؤل اليه من نتائج او انتهاك للحياة البشرية او تدمير لمقدرات الوطن او الفرد او المجتمع فاخذ البعض يقترف سلوكيات متطرفة لا تتفق مع القيم الاجتماعية او الدينية او النفسية التي تحظى باحترام الفرد والمجتمع وما هذه السلوكيات الا نتاج لغياب الوعي الذي ينعدم بسبب الهالة الكبيرة التي تحيط بالفرد الذي يقترف الافعال والسلوكيات المشينة وربما في بعض الحالات تكون جراء غشاوة افتعالها اخرين ليضعوها على فكر ودماغ ذلك الفرد يستوحي من خلالها افعال هي حقيقة الامر لا تمت للقيم بصلة وما هي الا نوع من مخالفة السلوك الذي حظنا علية رب العزة عز وجل وما هي الا نوع من الانحطاط الذي يصبح شي مقدس لديه ولا يمكن ان يميل عن تنفيذه لما لديه من افكار مسمومة وسامة تنتشر هنا وهناك كلما بث سمومه فيها
لقد ادى عدم فهم المعرفة بشكل كامل وواضح الى غياب الوعي لدى بعض الافراد المتشوقين الى نهج حياتي جديد بغض النظر عن ماهي نتائجه وما هي مضاره التي قد تودي بالمجتمع بكثير من النتائج التي تدمر المجتمع وافراده فالبعض لم يستوعب ماهية الجهاد التي دعى اليها الاسلام ولم يعد البعض الاخر يفرق بين الجهاد والارهاب والتطرف فاخذت العولمة تنال من الافكار والثقافة في كل مكان في العالم واخذ كثير من مصاصي الدماء وتجار الاسلحة وتجار البشر يسعون الى ايجاد اسواق جديدة لهم من اجل تصريف بضاعتهم باي ثمن من اجل ان ينالوا من المجتمعات البشرية اي كانت فاخذت الجماعات المتطرفة والارهابية تنتشر هنا وهناك بفعل سياسيات كثيرة عرجاء لا يمهما سوى جني المرابح وتنفيذ المصالح الخاصة بها في حين غاب الوعي عن الافراد الذين ينخرطون في هذه الجماعات بسبب غياب المعرفة الحقيقة للاسلام وتعاليمه السمحة بالاضافة الى عدم فهم القيم التي تجعل المجتمع اكثر صلابة واكثر لحمة
نعم لقد غاب الوعي وانعدمت المعرفة بسبب طغيان الظلم والجريمة والفساد في كثير من مناطق العالم سواء كانت متحضرة او متخلفة او غير ذلك فنتشر ما هو مخالف للدين والقيم والسلوك وانتشرت كل التقاليد الفاضحة للسلوك البشري وانتشرت كل الاعراف التي تسعى الى السيطرة على عقول الشباب ووصلت الى الشابات اللواتي اخذن تدريجيا ينخرطن في بعض العمليات الارهابية وبعض السلوكيات المتطرفة والمخالفة لككانة المراة في الحياة والدين والقيم
اننا اليوم امام جدلية الارهاب المتاتي من غياب الوعي وانعدام المعرفة في بعض الدول والتي اخذت في طريقها بعض من الذين لا معرفة ولا وعي لديهم وانحدروا الى غياهب مظلمة لا يعرفون نهايتها ناهيك عن ما نالوا منه من مجتمعات وافراد ومقدرات الدول جراء ما تم من تسميم لافكارهم الامر الذي اصابهم الوهن والضعف المعرفي واصبحوا يقترفون وينمقافذون الاعمال الوحشية التي لا قيم ولا دين لها