غورباتشوف أمريكا / د. كمال الزغول

غورباتشوف أمريكا
ترامب لم يكن سياسيا على الإطلاق وقد قال ذلك بلسان حاله يوم الاثنين ٢٦ آب في فرنسا:
“I do nothing for politics , I do what’s right”
ترامب لم ولن يكن في صف المواطن الأمريكي،فرض الضرائب على الواردات، وقلل الإستهلاك، وقد تؤدي سياسته الى فوضى إقتصادية في الفترة الرئاسية الثانية، والسبب واضح جدا انه يؤمن بتخفيض الانفاق في مجال التأمين الصحي اذا تم انتخابه لفترة رئاسية ثانية وهذا التخفيض يمس معظم الأمريكيين الذين سيدفعون مبالغا طائلة على تأمينهم الصحي، وحتى يعوض ذلك التخفيض سيتنازل عن ملفات حساسة في العالم وسينخفض ألتأثير السياسي لامريكا في مناطق الصراعات لتجنب الركود الإقتصادي المتوقع ،هذا بسبب حساباته كمدير شركة وليس كرئيس اقوى دولة في العالم.
أصبح من الواضح ان أعداء امريكا يبحثون عن”غورباتشوف” امريكي جديد على شاكلة غورباتشوف الاتحاد السوفييتي السابق للتخلص من سياسة امريكية دامت لمدة قرن ،بعد هدوء “شيرنينكو” امريكا وهو اوباما، الذي وعد ولم ينفذ ،ونظرياته كانت نظريات استلهام، وحصر قوته بقدرته على الرد اذا تعرض للخطر ، ولم يكن حذرا من واقع ألشرق الأوسط ، جلب الروس الى سوريا والروس لعبوا على الحبلين بدعم ترامب للفوز ، اوباما تصرف بسياسة السفارات وترامب تصرف بسياسة ألصادرات وألواردات، سياسة النأي بأمريكا عبر المحيطات التي مارسها اوباما اوجدت عالم مضطرب يحتاج الى عدة معاهدات لكي ينتظم .
الموضوع المهم هنا ان أعداء الولايات المتحدة الامريكية يفضلون سياسة ريغان المضادة والتي ينتهجها بوتين الآن لمحاولة إسقاط الامبراطورية الامريكية على يد المناضل “غورباتشوف امريكا” السيد ترامب كما أسقط ريغان الاتحاد السوفييتي ألسابق، وقد بات من الواضح أن كل اعداء أمريكا وبرؤية بعيدة النظر يتمنون نجاحه في الفترة ألرئاسية ألثانية لتأخير التأثير السياسي الامريكي على الأقل لمدة عقد من الزمان في هذا العالم، وهذا من منظور الروس هو تقدم مهم لهم وهو الهدف والاولوية الكبرى في انتخابات الفترة الرئاسية الامريكية الثانية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى