اغتيال وطن… / محمد يوسف الجعافرة

اغتيال وطن…

آآآه كم يُحزنني ما يحدث بوطني, كم يقتلني أن أراكَ تتألم ونحن نقفُ حائرين أمام عجزنا … أمام طمع الكثيرين ممن ينهبوك .. كم يُحزنني صوتُ تلك العجوز التي تصرخ وتستغيث لعلّها تجد لقمة خبزٍ ترمّم بها عظامها التي أصبحت هشّة مثلك يا وطني … كم يقتلني ذلك الأب الذي يُنهي عمله في إحدى الدوائر الحكومية في ساعات ما بعد الظهر ويذهب وهو يلبس بذلة الفوتيك التي حصل عليها من أحد أبنائه الذين يخدمون الوطن, تلك البذلة التي أصبح لونها باهتاً من أشعة الشمس والرُقَع بها من كل جانب, ليُكمِل يومه في قطعة أرض يزرعها لعلّه يعود للبيت ومعه ثمن ربطة الخبز وكيلوان من الارز والسكر وكيس الزعتر … هناك طفل يغني (موطني ) بصوت حزين وكأنه يتذكر بأن أمّه قد ماتت, وهناك في الصباح من يرفع العلم الأردنيّ أثناء النشيد الصباحي محنيّ الرأس … وطني أمي… هكذا تعملنا وتربينا.
إنني أسمع بكاء الأطفال الجياع.. ألا يجدر بالأم أن تكون مليئه بالحنان؟؟ اغتالوكي يا أمي .. اغتالوا فيك الدفء واغتالوا فيك الحنان, واغتالوا فيك الابتسامة, واغتالوا فيك الأمان …. هنا يا أمي يغتالني سؤال.. ما الفرق بين أن يموت أبنائكِ خلال عملية إرهابية وبين أن يموتوا من الجوع ؟؟ هناك من يموتون برصاصة عدوّ وهنا من يموتون برصاصة الأم !! أمي الحبيبة … دعينا نترجم الشعارات الى حقيقة ( ارفع رأسك أنت أردنيّ ) وتذكري جيداً ( والله لو كان الفقر رجلا لقتلته ) .. أمي العزيزة … احتضني أطفالك جيداً واشعريهم بالدفء والحبّ والحنان فهناك في الخارج بردٌ شديد وهناك من ينتظر الجياع ليجعل منهم فريسة سهلةً لمطامعه وأهدافه التي تخلو من الإنسانية .. أحبّينا يا أمي.

محمد يوسف الجعافرة

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى