سواليف
سجل #العراق #مأساة جديدة تضاف إلى مآسي البلاد الكثيرة، بعد وفاة شاب غرقا في نهر #الفرات خلال مطاردته من طرف قوات الشرطة، على ما قال متظاهرون.
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان مسلسل القمع الذي طال الشبان العراقيين الذين خرجوا في تظاهرات عمت البلاد منذ أكتوبر 2019، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية في البلاد، وخاصة البطالة فضلا عن استشراء الفساد في الطبقة السياسية.
ونقل تلفزيون “رووداو” العراقي عن المتظاهرين في محافظة الديوانية، جنوبي العراق، وهم من الخريجين الجامعيين أن قوات الشرطة طاردوا الخريج عباس الموسوي، كما آخرين من المتظاهرين بذريعة حملهم للسلاح والمواد الحادة.
وأضافوا أن القوات الشركة لم تترك الشاب عباس إلا بعدما سقط في نهر الفرات، وعندما حاولوا إنقاذه منعتهم قوات الشرطة.
من جانبه، أمر قائد شرطة الديوانية، اللواء محمد الزركاني، بتشكيل لجنة تحقيق في وفاة الشاب.
وقالت شرطة الديوانية في بيان: “إن قائد الشرطة وجه بأن تنتهي اللجنة من تحقيقاتها خلال فترة 48 ساعة، ومحاسبة المقصرين بشدة إن ثبت تورطهم في الموضوع”، بحسب ما أفادت وسائل إعلام عراقية.
وفجرت الحادثة غضبا في الديوانية، حيث خرجت تظاهرة تطالب بكشف ملابسات وفاته وضرورة محاسبة المتسببين في الأمر، كما أغلق محتجون مديرية التربية في المحافظة.
وخلال تشييع الخريج الراحل، ردد المشيعون هتافات مناوئة للأحزاب السياسية، التي يحمّلها كثيرون مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد.
ويتظاهر منذ فترة خريجون في محافظة الديوانية للمطالبة بتوظيفهم بما يخلصهم من كابوس البطالة، وكان من بين هؤلاء عباس الذي تخرج في كلية التربية قسم العلوم الحياتية.
ورغم أن العراق غني بالنفط، إلا أن القوى العاملة فيه تعاني من البطالة، خاصة الشباب الذي تخرج حديثا من الجامعات.
ويصدر العراق حاليا أكثر من 3.7 مليون برميل نفط يوميا، وتأتي البلاد في المرتبة الثانية في منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” بعد السعودية مباشرة.
وذكر البنك الدولي في سبتمبر الماضي أن معدل البطالة في العراق بلغ 13.7 بالمئة، وهو الأعلى منذ نحو 30 عاما، في مؤشر على تردي الأوضاع المعيشية في البلاد.
وتأتي الاحتجاجات الجديدة في الديوانية، رغم الوعود التي قطعتها الحكومة العراقية للمساهمة في حل مشكلة البطالة.