
شهد وسم #غزة_تموت_جوعاً تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، في نداء أطلقه فلسطينيون من قلب القطاع المحاصر، يوثّق مشاهد #الجوع_الكارثي الذي يفتك بأجساد المدنيين، وسط #حرب_إبادة جماعية تشنّها إسرائيل بدعم أميركي.
وامتلأت منصات “إكس” و”فيسبوك” و”إنستغرام” بمنشورات مؤلمة ومقاطع مصوّرة تظهر أطفالاً ونساءً وشيوخاً يعانون الجوع والهزال وسط مشاهد #الخراب، في وقت تتعالى فيه أصوات من داخل #غزة وخارجها مطالِبةً بتدخّل عاجل لفتح المعابر والسماح بإدخال الغذاء.
وتسببت حالة #التجويع في استشهاد 70 طفلاً ورضيعاً منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة جراء #عمليات_التجويع وسوء التغذية التي تضرب الفلسطينيين ومنع #الاحتلال إدخال #الأغذية والمكملات الغذائية و #حليب_الأطفال.
ووفق معطيات المكتب الإعلامي الحكومي، فإن 650 ألف طفل (من 2.400 مليون يعيشون في القطاع) يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية والجوع، في حين تواجه نحو 60 ألف حامل خطرا حقيقيا بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية اللازمة.
ويعيش مليونا إنسان في غزة ظروف مجاعة قاسية، بات الكثير من السكان يقضون أياماً بدون تناول وجبات طعام مشبعة، حيث تغلق سلطات الاحتلال المعابر منذ مطلع مارس/ آذار الماضي، وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، وتستهدف المنظومة الأمنية التي تتولى عملية تأمين الشاحنات التي باتت فريسة السوق السوداء لمن يحصل عليها بعدما ينجو من نقاط الموت التي تديرها منظمة غزة الإنسانية.
ففي أحد المقاطع المتداولة على الوسم، تظهر طفلة صغيرة تبكي أمام ركام منزل مدمّر وهي تقول: “يكفي الحديث عن الصبر وكأنّنا لسنا بشراً، نحن جوعى ومشتاقون للخبز وللحياة”. وفي فيديو آخر، يسأل مصوّر طفلاً مصاباً عن حاله وهو على سرير في المستشفى، فيردّ والدموع تملأ عينيه: “جوعان”.
وتُظهر صور أخرى أجساد أطفال هزيلة بارزة العظام، وشيوخاً لا يقوون على الوقوف من شدّة الوهن، فيما تصف سيدة حالها، وهي تنتظر أمام “تكية” (جمعية خيرية) للحصول على وجبة، قائلة: “اختنقنا من التنقّل من تكية إلى أخرى، نبحث عن لقمة خبز ولا نجد ما نأكله. ما هو ذنبنا؟!”
وناشد المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش، كل من يملك قلبًا حيًا ألا يقف ساكنًا وأن يتحدث عما يجري غزة.
ونشر عبر منصة “إكس” صورة لطفل قضى نتيجة سوء التغذية، قائلا: “لا تقف ساكنًا… فغزة تُذبح جوعًا أيها الأخ. أيتها الأخت.. في أي مكان كنت، بأي لغة تتحدث، ومن أي أرض تنتمي… إن كنت تملك قلبًا حيًا، فافعل شيئًا. في غزة، يموت الناس من الجوع، والأطفال يحتضرون على أبواب الطحين، والأمهات يذرفن دموعًا لا تروي أجساد أطفالهن الهزيلة. نحن لا نطلب المستحيل.. نطلب فقط أن لا تكون شاهد زور على المجاعة، أن لا تمر كأنك لم ترَ… ولم تسمع”.
وفي منشور آخر كتب: “في غزة، لم يعد الطعام حقّاً، بل صار أمنية مؤجّلة، تتكرّر كل ليلة على شفاه الأمهات، وترتسم في عيون الأطفال الذين ينامون جياعاً يحتضنون الهواء بدل الحليب، ويحلمون برغيف خبز كما لو أنه كنز مفقود”. وأضاف البرش في منشوره السبت: “في غزة، الجوع لا يقرع الأبواب، بل يسكن البيوت، ويأكل من أعمار الناس، ويطحن كرامتهم تحت وطأة النسيان العالمي”.
وأكد أنّ الخبز بات “عملة نادرة في غزة”، بينما لا يشكّل حليب الأطفال المفقود غذاءً فحسب، بل “هو وعد بالحياة أجهضه الحصار، وصار حلماً مستحيلاً في فم طفل يحتضر على سرير الطوارئ”.
وكتب المذيع المصري في قناة الجزيرة، زين العابدين توفيق: “عار على أمة تملك معظم خيرات الأرض ومعظم ثرواته ونحو مليارين من البشر أن تبيت وفيها جائع واحد، فما بالكم بمليوني جائع يحيط بهم إخوانهم المتخمون من كل جانب ولا يستطيعون ان يوصلوا اليهم كيس طحين؟ أي عار يا أمة المليار”.
ونشر رسام الكاريكاتير محمود عباس رسما لرجل هزيل يتوشح الكوفية فيما بدت معدته فارغة على شكل خريطة قطاع غزة، في إشارة إلى شحّ الغذاء وانعدام الأمن الغذائي الذي يضرب القطاع المحاصر.
ونشر رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان صورة لعربة يجرها حيوان، تحمل جثامين شهداء قضوا خلال محاولتهم الحصول الغذاء من مركز المساعدات الإنسانية الأمريكية المزعومة، وعلق رامي عبدو بالقول: ” ذهبوا هذا الصباح للحصول على المساعدة والبحث عن الطعام – قتلتهم إسرائيل”.
وأعاد د. أحمد موسى العربي نشر فيديو لسيدة فلسطينية من غزة وهي تروي ما فعله الخليفة عمر بن عبد العزيز عندما أمر بنثر القمح على رؤوس الجبال لكي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين!، مضيفة “لو تدري من جاع اليوم يا عمر. الجوع في غزة بلغ مبلغ والكربة بلغت أشدها”.

وبات الآلاف من الفلسطينيين يصلون إلى مستشفيات القطاع المختلفة أو المراكز الطبية الميدانية في حالة من الإعياء الشديد نتيجة لعدم تناول وجبات طعام لفترات طويلة وعدم وجود أي مكملات غذائية بديلة.
ويترافق ذللك مع ارتفاعات غير مسبوقة في الأسعار تجاوزت في المتوسط 500%، ووصلت إلى أضعاف مضاعفة على بعض السلع الأساسية، إذ ارتفع سعر كيلو الطحين إلى 170 شيكلاً، بزيادة 240% خلال أسبوع فقط، بينما وصل سعر كيلو الأرز إلى 110 شوٰاكل، بارتفاع 175%، في وقت كان السعر الطبيعي لهذه السلع قبل الحرب بضعة شواكل فقط.
ويحتاج قطاع غزة إلى ما لا يقل عن 800 شاحنة يومياً لتلبية احتياجاته، بينما لا تسمح إسرائيل بدخول أكثر من 5% من تلك الكمية، ما أدى إلى تشوّه اقتصادي في الأسواق وزاد من سوء التغذية وانعدام العدالة في توزيع السلع.