#غزة و #سوريا: #إرادة_الشعوب تنتصر على #الطغيان
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
حين تكون المعاناة هي اللغة التي توحد الشعوب، وحين تتكالب قوى الظلم على أحرار الأرض، تنهض إرادة الشعوب لتنتصر في معارك الكرامة، فتكتب غزة وسوريا صفحة جديدة من النضال والصمود في وجه الطغاة والمعتدين.
في غزة، واجه الشعب الفلسطيني عدواناً همجياً لم يعرف الرحمة. كانت السماء تمطر ناراً، والأرض ترتجف تحت أقدام المعتدين، لكن غزة أبت إلا أن تبقى رمزاً للصمود، تصدح بصوتها العالي أن الشعوب الحرة لا تُقهر. ومع كل قذيفة سقطت، كانت إرادة أهل غزة ترتفع إلى عنان السماء، مؤكدة أن الاحتلال مهما كان مدججاً بالأسلحة لا يمكنه أن يهزم شعباً يؤمن بحقه في الحرية والكرامة.
في هذا السياق، كان الموقف الأردني الرسمي والشعبي حاضراً بقوة، ليعكس عمق العلاقة الأخوية بين الشعبين. الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، لم يدخر جهداً في تقديم المساعدات الإنسانية لأهل غزة، وفي الدفاع عن القضية الفلسطينية على المنابر الدولية، ليكون صوتاً قوياً للحق في مواجهة آلة الظلم. أما الشعب الأردني، فقد عبر عن تضامنه بمظاهرات ومسيرات، صادحة بالهتافات الرافضة للعدوان، مؤكدة أن فلسطين ستبقى في القلب والوجدان.
وعلى الجانب الآخر، شهدت سوريا ملحمة أخرى من ملاحم الشعوب التواقة للحرية. الإطاحة بالنظام السوري بقيادة بشار الأسد ونظامه الطائفي الملطخ بالدماء، ودحر ميليشيات الملالي التي نشرت الموت والدمار، وفضح التدخل الروسي الذي ساهم في إطالة أمد المعاناة، كلها محطات تجسد انتصاراً عظيماً لإرادة الشعوب. هذا الانتصار لا يقل شأناً عن انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة، فكلاهما أثبتا أن الكرامة الإنسانية لا يمكن أن تُسحق تحت أقدام الطغاة.
إن هذه الملاحم المشرقة تكتب للعالم أجمع رسالة واضحة: أن إرادة الشعوب لا تُقهر مهما اشتدت الظروف وتعاظمت المؤامرات. العدالة قد تتأخر لكنها لا تسقط، والحق مهما طُمِس يعود ليظهر مع كل خطوة يخطوها الأحرار نحو التحرر.
اليوم، ونحن نقف أمام هذه الانتصارات التاريخية، لا بد أن نستحضر الدور العربي المسؤول الذي يمثله الأردن في دعم أشقائه. لقد أثبتت هذه المواقف أن التآزر العربي ليس مجرد كلمات، بل أفعال ترجمت على الأرض من خلال الدعم الإنساني والدفاع السياسي.
تحية لغزة ولصمودها، وتحية لسوريا التي انتفضت على الطغيان، وتحية للأردن الذي كان الحاضن والمدافع عن الحق. ستبقى هذه الانتصارات نبراساً للأجيال القادمة، تذكرهم أن الشعوب قادرة على صنع المستحيل إذا امتلكت الإرادة والإيمان بعدالة قضيتها.