غزة تطيح بالحكومة الصهيونية
وزير الجيش في حكومة الاحتلال، أفيغدور ليبرمان، يعلن استقالته من منصبه، ويدعو الى انتخابات مبكرة، والسبب ان سمعته وسمعة جيشه واستخباراته تلطخت بتراب غزة الباسلة.
المقاومة فاجأتني شخصيا في اليومين الماضيين، قوة النار، الهدوء، افشال العملية الاستخباراتية، تجاوز القبة الحديدة، كل ذلك، اظهر انها لم تتأثر بالحصار، بل على العكس هناك علاقة طردية بين ارتفاع الجهازية والحصار الجائر.
كل ذلك جيد، ويحق للشعب الفلسطيني، واهل غزة على التحديد الاحتفال بهذا النصر، لأنه ليس مجرد صمود، بقدر كونه ارتفاعا في القدرة التكتيكية للمقاومة الفلسطينية الغزاوية.
اسرائيل لا تعرف الا لغة القوة، ولا تنصاع الا لها، ولا يمكن ان تسقط حكومة هناك الا بفعل الردع وقوة النار والخسائر، والمقاومة تجيد هذه اللغة، سواء في فلسطين أم لبنان.
حرب قصيرة، انصاع فيها نتنياهو لشروط الهدوء، وبعدها استقال وزير الحرب، ليبرمان، مدشنا فشله في ادارة العملية الاستخباراتية التي اشعلت المواجهات.
ماذا بعد ذلك؟ لا يهم، ولست قلقا من انتخابات مبكرة في اسرائيل، واعلم ان مستقبل الهدنة التي تحتاجها غزة لم يتبدد، بل تعاظمت فرصها وبشروط المقاومة.
اما الرئيس عباس فأظنه اكثر المحرجين مما جرى، فالصواريخ لم تكن مجرد خردة، بل سلاحا ولاعبا رئيسا في المنطقة، وها هي تسقط حكومات في تل ابيب.
انها فرصة سانحة لعباس لإعادة قراءة المشهد الفلسطيني بروية وهدوء وبدون نكاية وخصومة عنترية، فرصة لتدشين مصالحة كبرى تؤسس لمشروع وطني فلسطيني يحمل جناحا للمقاومة، وآخر للتفاوض.
اضم صوتي لصوت عبد الباري عطوان حين يقول إن المقاوم الذي يبدع هذه الصواريخ، تحت الارض، لا يستحق منك يا ابو مازن ان تحاصره وتقطع عنه الكهرباء والرواتب.
انها الفرصة السياسية السانحة للكل الفلسطيني، فهناك انتصار في غزة، وارتباك في تل ابيب، وعدم يقين في واشنطن، إذاً هي فرصة لالتقاط غياب العناصر الضاغطة، كي نحقق مصالحة ذات جدوى.
في المحصلة، ما جرى في غزة مدهش، يثبت ان ثمة عقولا سياسية ناضجة تعرف متى تتقدم ومتى تتأخر، انه انجاز سيكون من العار عدم البناء عليه.