غزة الكاشفة  توأم الدهشة وصنو البطولة

#غزة_الكاشفة  #توأم_الدهشة و #صنو_البطولة

#بسام_الياسين

#غزة افسدت طبخة #التطبيع المسمومة،قلبت الطاولة على #تجار_التصفية. كانت اول سطر في التحرير، رسالة الحب للاقصى،ممهورة بتوقيع الوف الشهداء.بالطوفان، سبقت المقاومة الغزية محاولة تصفيتها،تمهيداً لتصفية القضية.غسلت اصباغ المكيجة عن وجوه القوم كافة، مّيزت الصادقين بصدقهم والمذبذبين بنفاقهم. حفت الشوارب المستعارة ، جزت اللحى الخادعة،نزعت ما يستر العورة عن الفرقة الباطنية. كانت فضيحة مجلجلة. لم يبق في الساحة الا قلة مؤمنة عنوانها ـ جهاد، نصر او استشهاد.

الفرقة الناجية،شقت بسيوفها حلكة الظلمة، كي تفتح كوة في جدار الحصار،للحصول على حقها المسلوب. الله حق ومع الحق، يَحميه ويُعليه .امتدح القلة ،وهو الادرى بسيكولوجية الانسان،وقال في الكثرة :ـ كثير منهم غافلون،وما كان اكثرهم مؤمنيين  :ـ ” فلما كتب عليهم القتال تولوا الا قليلاً منهم “.القلة اذاقت الصهاينة البرابرة، درساً في المنازلة،رغم شح النُصرة وغيبة الانظمة العربية كلها.

 فلسطين يا وحدها لها اسرارها وشيفرتها:ـ من ساندها، تعطرت سيرته،و من عاندها طاردته اللعنة  الى قبره.لهم شعوبهم،اولئك الذين  تلاعبوا بها ولعبوا عليها حتى حشروها في قفص،وحولوا اهلها الى عمالة رخيصة،لتشغيل ماكينة الاقتصاد الصهيوني.لعبة ولا  في المخيلة .المفارقة، اننا امة عجيبة،دول ايراداتها تتدفق على مدار السنة، كشلالات نياجارا، ضعيفة تحتمي بغيرها، بينما القوية تتسول خبزها .

طوفان الاقصى نزل كالنازلة.جرف امامه الادعاءات الكاذبة، شَكّل صدمة لدول تدعي سماع دبيب نملة وترى ما لا يُرى.جاءت غزة من حيث لا يحتسبون، فقامت القيامة.” يوم ترونها تُذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها “. غزة الفقيرة المحاصرة الصغيرة، حركت اساطيل الدول الكبرى،استنفرت جيوشها واستدعت احتياطها.غزة العظمى، خير البشر فيها وصفوة الامة ابطال المقاومة .

 غزة، حبيبة الله،ارواح طاهرة تتسابق للجنة.طاقة متجددة، لا تموت ولا تفنى.لن تنكسر. رجالها جبال ،” والجبال اوتادا ” كما قال الله تعالى .زهرة تفتحت تحت القصف، لم تنقصف وظلت واقفة كمئذنة.، باحمر دمها ترسم ،خارطة جديدة، بلا يهود ولا حدود ولا خونة. يا امنا الودودة غزة…ما اجملك ؟!.

 غزة المقاومة صخرة ثابتة ،اما الرغوة لا قيمة لها. تقف في وجهها ومواجهتها،سلطة ليس لها سلطة، انتهى دورها،اخذت تحزم حقائبها، لمن احق بالسلطة منها،فقد بلغ راعيها من العمر عتيا،وقبره لا يتسع مهما اتسع لمأساة واحدة ـ التنسيق الامني مع الصهاينة  ـ.

غزة المحاصرة حاصرت الكيان،في شوارع الدنيا،في المحاكم العدل العليا،في المنابر،في الملاعب.غزة خلقت تحولات كبيرة،في المجتمعات العربية،فجرت آلآف الاسئلة،اين كنا خلال سبعين سنة ؟!. الى اين نحن ذاهبون ؟!. قالت الشعوب المصدومة :ـ السياسة، تفسد كما اللحمة المكشوفة،تصير نتنة كما الاطعمة البائتة،ان لم تتجدد.متمنياً من القوى السياسية الراهنة،ان تعيرنا سكوتها لإنتهاء صلاحياتها.كذلك الكراسي متغيرة،تلك  سُنّة حياتية مؤكدة. سؤالنا القاسم المشترك :ـ لماذا لم نغادر المحطة منذ الف سنة…هل القطارات صدئة ام السكك مهترئة ؟!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى