التسحيج الصحفي / م . أسعد البعيجات

التسحيج الصحفي
اعتاد المواطن سابقاً ان يتابع الجرائد الرسمية التي هي مصدر الأخبار والمعلومة لديه . يبدأ بصفحة الوفيات ويبلع ريقه ان اسمه لازال بعيداً عن تلك الصفحة . يقرأ الفاتحة وينتقل الى صفحة الفن ليطمئن على أهل الفن وأحوالهم ليدُرج بعدها الى صفحة الحروف المتقاطعة الى صفحة برامج التلفزيون ثم الى أسعار الخضار والفواكة.

ما ان ينتصف النهار حتى يرجع الى الأخبار المحلية ومن ثم العالمية وعلى مضض ينتقل الى مقالات كُتاب الأعمدة … يقرأ عين مفتوحة وعين مغمضة .

ثلاثون عاما والأسامي هي هي . كتاب استرزقوا على ظهر المواطن من مناصب ومحسوبيات ومجالس ادارة . منهم من زور الحقائق والواقع ومنهم من صور ان الوضع عال العال .

على أية حال كلاهما سيان ، وكما قال احد النواب فساد الصحافة يفوق بمئات المرات فساد السلطات الاخرى.

مقالات ذات صلة

جاءت مواقع التواصل الاجتماعي لتكشف لنا مواهب عديدة من أبناء الوطن اصحاب الكلمة الحرة والحروف الجزلة. لنكتشف ان بعض كتاب الجرائد ما هم الا موظفين لجهات معينة ولمأربهم الشخصية وأنهم تلاميذ امام جيل اليوم جيل الكلمة والحرف . تدخل على صفحاتهم الان لا تجد سوى قلة من المتابعين لا يتجاوزوا أصابع اليد.

وكما هذا ينطبق على الصحافة ينطبق على مجالات الحياة الاخرى من أكاديميين وباحثين وسياسين وعلماء ومبدعين لكن لم تسنح لهم الظروف بسبب الشللية والمحسوبية والفساد ولم يفتح لهم الزمن ذراعيه بعد لأظهار إبداعهم وغيرتهم على الوطن عندها لن تجد من يسحج للمسؤولين سوى أصابع اليد مضافاً اليها أصابع الاقدام العشرة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى